للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بضبعها (١) حتى ينادي أولى لك فأولى (٢)، بل صرّح ببطلان تلك واعترف بالخطأ فيها وقصور النظر (٣).

وأما الحالة الثانية: وهي تنصيصه على القولين في موضعين فدليل (٤) على علمه أيضًا؛ لأنّه مبني على اشتغاله طوال عمره القصير بالنظر، والمباحث واشتماله على التدقيق في الوقائع والحوادث، وعلى دينه لإظهاره الشيء إذا لاح له، غير مبال بما صدر منه أولًا، ولا واقف عند كلام عَبِيٍّ ينسبه إلى التناقض في المقال، ولا مرجوح لمذهبه وإن كان ذا القدرة العظمى على ما يرومه، واليد الطولى فيما يحاوله، وقد عاب القولين على الشافعي من لا خلاق له، وأتى بزخرف من القول زكاه ونمقه، والله لا سواه ولا عدله، وذلك لنقصان وقصور، وحسد كامن في الصدور. وقال في العلماء قولًا كبيرًا، وفاه بألسنة حداد ستصلى سعيرًا، وأضمر في نفسه من الذابين عن ملّة سيّد المرسلين عقيدة لا يغسل السيف عارها، ولا يواري الليل غوارها، ونحن لا نحفل بكلمه ولا نقول بكلامه


= طاشوا خوفًا فهربوا، وشال يده رفعها يسأل بها. المصباح المنير: ص ٣٢٨ "شول"، والقاموس المحيط: ص ١٣٢٠ "شول".
(١) الضبع: والضَبْعُ العضد والجمع أضباع كلّها وأوسطها مثل فرخ وأفراخ، والاضطباع والتأبط والتوشح سواء. المصباح المنير: ص ٣٥٨ "ضبع".
(٢) من العبارات الأدبية التي يستعملها أحيانا حن يستطرد في الكلام. ومعناها: أنه لا يأخذ بأي مسألة تعن له ولا يرفع لها عضديها - وهو معنى مجازي - إلّا بعد التأكد منها.
(٣) ينظر: المحصول ج ٢/ ق ٢/ ٥٢٧.
(٤) في (ت): فدليلين. وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>