للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كل ذلك يلتفت إلى قواعد الشرع لا (١) يبغي بها بدلا ويقول: إذا صح الحديث فهو مذهبي (٢).

وثالثها: أنّ المذاهب كما يمتحن بأصولها يستخبر بفروعها، ولينظر المنصف (٣) في كتب الخلافيات المنتشرة في الآفاق فإنْ كان مع اتصافه أهلًا للنظر، فليعرضها على الشريعة من كتاب وسنة وإجماع وقياس، وليحكم بما أراه الله وإن لم يكن أهلًا للنظر فلا كلام له معنا وبالله التوفيق.

وآخر ما نذكره دليلًا لم نَر من سبقنا باستنباطه يدل على ما نحاوله وهو حديث: "يبعث الله على رأس كل مائة من يجدد لها أمر دينها" (٤).


(١) لا في (ص): ثم لا.
(٢) ينظر: آداب الشافعي ومناقبه أبي حاتم الرازي: ص ٣٢٥.
(٣) المنصف في (ص)، (غ): المصنف.
(٤) الحديث رواه الحاكم في المستدرك ٤/ ٥٦٨، في كتاب الفتن والملاحم (٥٠) رقم الحديث (٨٥٩٢/ ٣٠١ - ٨٥٩٣/ ٣٠٢). وأورد قصة قال: "فسمعت الوليد في مجلس أبي العباس بن شريح إذ قام إليه شيخ يمدحه، فسمعته يقول: حدثنا أبو طاهر الخولاني، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن شرحبيل بن يزيد عن أبي علقمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: وذكر الحديث. فأبشر أيها القاضي فإن الله بعث على رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وبعث في المائة الثانية محمد بن إدريس الشافعي، وأنت على رأس الثلاثمائة. أنشأ يقول:
اثنان قد مضيا وبورك فيهما ... عمر الخليفة ثم خلف السؤدد
الشافعي الأبطحي محمد ... إرث النبوة وابن عم محمد
أبشر أبا العباس إنك ثالث ... من بعدهم سقيا لتربة أحمد =

<<  <  ج: ص:  >  >>