للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا رواه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.

وروى الأسود بن يزيد (١) عن عائشة: "أنّ زوج بريرة كان حرًّا" (٢).


= مدرجة من قول عروة, بين ذلك في رواية مالك وأبي داود والنسائي. نعم وقع في رواية أسامة بن يزيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قال: "كانت بريرة مكاتبة لأناس من الأنصار، وكانت تحت عبد". الحديث أخرجه أحمد وابن ماجه والبيهقي، وأسامة فيه مقال، وأما دعوى أن ذلك لا يقال إلا بتوقيف فمردودة فإن للاجتهاد فيه مجال، وقد تقدم قريبًا توجيهه من حيث النظر أيضًا، قال الدارقطني: وقال إبراهيم عن الأسود عن عائشة: كان حرًا. قلت: وأصرح ما رأته في ذلك رواية أبي معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: "كان زوج بريرة حرًا". الحديث أخرجه أحمد عنه، وأخرج ابن أبي شيبة عن إدريس عن الأعمش بهذا السند عن عائشة قالت: كان زوج بريرة حرًا. ومن وجه آخر عن النخعي عن الأسود أن عائشة حدثته: "أن زوج بريرة كان حرًا حين أعتقت". فدلت الروايات المنفصلة التي قدمتها آنفًا على أنه مدرج من قول الأسود أو من دونه فيكون من أمثلة ما أدرج في أول الخبر، وهو نادر، فإن الأكثر أن يكون في آخره ودونه أن يقع في وسطه. وعلى تقدير أن يكون موصولًا فترجح رواية من قال كان عبدًا بالكثرة، وأيضًا أن المرء أعرف بحديثه، فإن القاسم ابن أخي عائشة وعروة ابن أختها. وتابعها غيرهما فروايتهما أولى من رواية الأسود فإنهما أقعد بعائشة، وأعلم بحديثها والله أعلم".
(١) هو أبو عمرو الأسود بن يزيد بن قيس النخعي، الإمام القدوة، كان مخضرمًا أدرك الجاهلية والإِسلام ولم ير النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان رأسًا في العلم والعمل، وهو معدود من كبار التابعين، ومن أعيان ابن مسعود، ومن كبار أهل الكوفة، توفي سنة ٧٥ هـ. ينظر ترجمتها في: الاستيعاب: ١/ ٩٢، وأسد الغابة: ١/ ٨٨, والإصابة: ١/ ١٠٨ - ١٠٩ رقم (٤٥٧).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه: أخرجه أحمد في المسند: ٦/ ٤٢، ١٧٠، =

<<  <  ج: ص:  >  >>