للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما كان تعالى كاملًا في ذاته وصفاته وأفعاله - وُصِف بالجمال وهو تعالى مُقَدَّس عن الصورة، وعن الصفات البشرية.

ومشاهدة صفة الجمال تُثِير المحبة، ومشاهدة صفة الجلال تُثِير الهيبة، والعظمة تُثِير الهيبة أيضًا، فلهذا (١) قَرَن المصنِّف العظمة بالجمال (٢)؛ لتفيد معنى زائدًا على الجلال، فالباء (٣) تحتمل أن تكون بمعنى "في"، أي: تمجد في عظمته وجماله، فارتفع فيهما (٤) على كل عظيم وجميل.

ويَحْتمل أن تكون للسببية، على معنى أنَّه ارتفع بعظمته وجماله (٥) على كل شيء، فلا (٦) شيء إلا وهو دون مجده تعالى، وهو تعالى مجيد بذاته (عظيم بذاته) (٧)، فليس المعنى أنّ بعض الصفات أثَّر في بعض، وإنما لما كانت هذه الصفاتُ تشير إلى مجموع معان، وملاحظةُ كلَّ منها (٨)


= لم يثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عيَّن الأسماء المذكورة. وقال ابن العربي: يحتمل أن تكون الأسماء تكملة الحديث المرفوع، ويحتمل أن تكون من جمع بعض الرواة، وهو الأظهر عندي". انظر، فتح الباري: ١١/ ٢١٥ - ٢١٧.
(١) فى (ت): "فلذلك".
(٢) في (ص): "بالجلال". وهو خطأ.
(٣) في (ت): "والباء".
(٤) في (ص): "بهما". وهو خطأ؛ لأنَّ الشارح يُقَرِّر الكلامَ على أن الباء بمعنى "في".
(٥) في (ص): "وجلاله" وهو خطأ.
(٦) في (ك): "ولا".
(٧) سقطت من (ت).
(٨) فى (ت)، و (ص)، و (ك): "منهما". وهو خطأ؛ لأن الضمير يعود إلى مجموع المعاني، أى: ملاحظة كل معنى من مجموع تلك المعاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>