للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتفرد: الانفراد، يقال تَفَرَّد به، وانفرد به، واستفرد به، بمعنى واحد.

والقِدَم: وجودٌ لا أولَ له. وكلُّ شيء سوى الله وصفاته فهو حادث، لوجوده أولٌ.

وصفاتُه لا يقال فيها: إنها غيره (١). والكمال المطلق ليس إلا لله تعالى، فهو الكامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله.

وكل ما سواه مُفْتَقِر إليه، والافتقار ينافي الكمال، بَلْه (٢) حدوثه عن العدم، وغير ذلك مما للمخلوق من صفات (٣) النقص (٤).


(١) مذهب الأشاعرة: أن صفات الذات للمولى سبحانه وتعالى ليست بعين الذات، ولا بغيرها. فليست عين الذات لأنَّ حقيقة الذات غير حقيقة الصفات، وإلا لزم اتحاد الصفات والموصوف، وهو لا يعقل. وليست غير الذات؛ لأنها قائمة بالذات، أي: ليست غيرًا منفكًا عن الذات، وإن كان غيرًا في المفهوم، فهي غيرٌ ملازمٌ لا غيرٌ منفكٌ، ولذا قال صاحب الجوهرة:
مُتَكَلِمٌ ثُمَّ صفاتُ الذاتِ ... ليست بغيرٍ أو بعَيْنِ الذاتِ
انظر: الجوهرة بشرح الباجوري: ١٣١، ١٣٢.
(٢) في (ص)، و (ك): "فله". وهو خطأ.
(٣) في (ك): "سمات".
(٤) المعنى: أن الافتقار ينافي الكمال، فكيف بالحدوث بعد العدم، وغير ذلك من صفات النقص في المخلوقات، كلها يتنزه عنها المولى تعالى وتقدس. وقوله: "بله حدوثه عن العدم": بله هنا بمعنى كيف، والضمير في "حدوثه" يرجع إلى كل ما سواه، فكل ما سواه حادث عن عدَمَ، والله تعالى هو الأول لم يسبقه عَدَم، جلَّ جلاله. وانظر، معاني "بله" في اللسان: ١٣/ ٤٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>