للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أغار هولاكو على بغداد بالتآمر مع الوزير ابن العلقمي الرافضي (١) - قبحه الله ولعنه - فاستولى عليها، وقتل الخليفة المستعصم (٢)، آخر خلفاء بني العباس، وأنهى الخلافة العباسية.

قال ابن السبكي رحمه الله: "واستمر القتل ببغداد بضعًا وثلاثين يومًا ولم ينج إلا مَن اختفى. وقيل: إن هلاكو أمر بعد ذلك بِعَدِّ القتلى، فكانوا ألف ألف وثمانمائة ألف، النصف من ذلك تسعمائة ألف، غير من لم يُعَدّ ومَنْ غَرِق" (٣).

وكان جيش المغول يبني الإصطبل لخيله من الكتب، وأُلقيت ملايين الكتب في دجلة، وأقاموا بها ثلاثة جسور.

وبعد أن ملك هذا الطاغية جميع العراق، توجه إلى الشام فملك حلب وبعض الشام وجملة من أراضي الروم، ونفذت مفاتيح دمشق وحماة إلى


(١) هو محمد بن أحمد، مؤيد الدين أبو طالب بن العلقمي، وزير المستعصم البغدادي، وزير سوء على نفسه وعلى الخليفة وعلى المسلمين، مع أنه من الفضلاء في الإنشاء والأدب، وكان رافضيًا خبيثًا رديء الطوية على الإسلام وأهله. مات كمدًا في جمادي الآخرة سنة ٦٥٦ هـ. انظر: البداية والنهاية ١٣/ ٢٢٥، شذرات ٥/ ٢٧٢.
(٢) هو الخليفة الشهيد أبو أحمد عبد الله بن المستنصر بالله منصور بن الظاهر محمد الهاشمي العباسي البغدادي. ولد سنة ٦٠٩ هـ. كان فاضلًا متدينًا، لكن فيه لين وعدم تيقظ، ومحبة للمال وجمعه، واستبد بالأمور في عهده ابن العلقمي الرافضي فأهلك الحرث والنسل. قتلته التتار في صفر من سنة ٦٥٦ هـ. انظر: سير ٢٣/ ١٧٤، البداية والنهاية ١٣/ ٢١٧، شذرات ٥/ ٢٧٠.
(٣) انظر: الطبقات الكبرى ٨/ ٢٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>