للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّ شكر المنعِم واجبٌ عقلًا. وقول القَفَّال (١): إن القياس يجب العمل به عقلًا وقوله: إنَّ خبر الواحد يجب العمل به عقلًا. إلى غير ذلك من المسائل، وسببه كما قال الأستاذ أبو إسحاق (٢) في كتابه في أصول الفقه في مسألة شكر المنعم: "هذه الطائفة من أصحابنا إنما ذهبت إلى هذه الآراء لأنهم كانوا يطالعون كتب المعتزلة لشَغَفهم بمسائل هذا العلم، فربما عَثَرُوا على هذه العبارة وهي شكر المنعِم على النعمة قبل ورود السمع، فاستحسنوها، فذهبوا إليها، ولم يقفوا على القبائح والفضائح التي تحتها". هذا كلام الأستاذ، وكذلك ذكر القاضي أبو بكر في "التقريب" الذي اختصره إمام الحرمين في كتابه "التلخيص" في مسألة حكم الأفعال، قبل ورود الشرع فإنه قال: مال بعض الفقهاء إلى الحظر، وبعضهم إلى الإباحة، وهذا لغفلتهم عن تشعب ذلك عن أصول المعتزلة، مع علمنا


= مختصر المزنيّ. توفي رحمه الله سنة ٣٦٢ هـ. انظر: الطبقات الكبرى ٣/ ١٢، طبقات ابن هداية الله ص ٨٦.
(١) هو الإمام الجليل محمد بن علي بن إسماعيل القفَّال الكبير الشاشيّ الشافعيّ. ولد سنة ٢٩١ هـ. قال الحَلِيميّ: "كان شيخنا القفَّال أعلمَ مَن لقيتُه مِنْ علماء عصره". كان إمامًا في كل العلوم فردًا من أفراد الزمان. من مصنفاته: كتاب في أصول الفقه، شرح الرسالة. توفي ٣٦٥ هـ. انظر: الطبقات الكبرى ٣/ ٢٠٠، سير ١٦/ ٢٨٣، وفيات ٤/ ٢٠٠.
(٢) هو إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مِهران أبو إسحاق الإسفراييني، الأستاذ الأصوليّ، الشافعيّ، أحد المجتهدين، الملقَّبُ ركنَ الدين. من تصانيفه: الجامع في أصول الدين والرد على الملحدين، ومسائل الدور، وتعليقه في أصول الفقه. توفي سنة ٤٢٨ هـ. انظر: سير ١٧/ ٣٥٣، الطبقات الكبرى ٤/ ٢٥٦، وفيات ١/ ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>