للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجاب: بأن الدليل المذكور لا يَطَّرِد (١) في الوجوب الشرعي؛ لأنه لا تُعلل أحكام الله تعالى ولا أفعاله، فإيجاب الشرع ليس لاستدعاءِ فائدةٍ، بل له بحكم المالكية أنْ يفعل ما يشاء.

وهذا جواب صحيح، ماشٍ على اللائق بأصول المتكلمين؛ فإنهم لا يُجَوِّزون تعليل أفعال الله تعالى، وهو الحق؛ لأن مَنْ فَعَل فِعْلًا لغرض كان حصوله بالنسبة إليه أولى، سواءٌ كان ذلك الغرض عائدًا إليه أم إلى الغير، وإذا كان كذلك يكون ناقصًا في نفسه مستكمِلًا في غيره، تعالى الله عن ذلك.

وأما قول المصنف في القياس تبعًا للإمام: دلَّ الاستقراء على أن الله تعالى شرع الأحكام لصالح العباد تفضلًا وإحسانًا - فهو من (٢) كلام الفقهاء وإطلاقاتهم، والصواب ما ذكره هنا.

(فائدة) (٣): قال الإمام أبو الحسن الطبري المعروف بـ "إلكيا" (٤) في تعليقه في الأصول، ومِنْ خط ابن الصلاح نَقَلتُ ذلك: "مسألة شكر المُنْعِم


(١) أي: لا ينطبق ولا يجري.
(٢) سقطت من (ت).
(٣) سقطت من (ت).
(٤) هو الإمام عليّ بن محمد بن عليّ، أبو الحسن إلكيا الهَرَّاسِيّ، الملقب عمادَ الدين. ولد سنة ٤٥٠ هـ. تفقّه على إمام الحرمين، وهو أجل تلامذته بعد الغَزَّاليّ، كان أحد الفصحاء، وفحول العلماء، ومن ذي الثروة والحشمة. من مصنفاته: "شفاء المسترشدين" وهو من أجود كتب الخلافيات، "نقض مفردات أحمد"، كتاب في أصول الفقه. توفي سنة ٥٠٤ هـ، انظر: سير ١٩/ ٣٥٠، الطبقات الكبرى ٧/ ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>