للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخصائصُها، فيعلِّمه مثلًا أنَّ الخيل تصلح للكَرِّ والفَرِّ، والجمال للحَمْل، والثيران للزرع، وهذا لأن الاسم مشتق من السِّمَة أو من السُّمُو (١)، وعلى كل تقدير فكل ما يُعرِّف ماهيةً، ويكشِف عن حقيقةٍ - يكون اسمًا، وتخصيص الاسم بهذه الألفاظ عُرْف حادث. ولو سلَّمنا أن المراد بالأسماء ما ذكرتم فلا يلزم التوقيف؛ إذ من الجائز (أن تكون الأسماء) (٢) التي علمها الله لآدم قد وضعتها (٣) طائفة مخلوقةٌ قبله.

وفي هذين الجوابين نظر:

أما الأول فإنه خلاف الظاهر؛ إذ الظاهر من الأسماء الألفاظ.

وأما الثاني فالأصل عدم استعمالٍ سابق.

ومنهم مَنْ أجاب بجواب آخر: وهو أن المراد من التعليم أنه تعالى ألْهمه الاحتياج إلى هذه الألفاظ، وأعطاه من العلوم ما لأجله قَدَر على الوضع. قال الإمام: "وليس لأحد أن يقول: التعليم: إيجاد العلم، بل التعليم: فعلٌ صالحٌ لأن يترتب عليه حصول العلم؛ ولذلك يقال: علَّمته (٤) فلم يتعلم" (٥).


(١) السِّمة: العلامة. والسمو: العلو والرفعة، فهو علامة على المسمى، أو هو تنويه ورِفْعة له. والأول هو مذهب الكوفيين، والثاني مذهب البصريين. انظر: المصباح المنير ١/ ٣١٠، ٢/ ٣٣٦، لسان العرب ١٤/ ٤٠١، مادة (سما، وسم).
(٢) في (ص): "أن يكون من الأسماء".
(٣) في (غ): "وضعها".
(٤) في (ت): "علمه".
(٥) المحصول ١/ ق ١/ ٢٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>