للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول منقولًا عنه، وإلى الثاني منقولًا إليه، وإلا فحقيقة ومجاز).

هذا تقسيم ثاني للفظ المفرد، وهو باعتبار وَحْدته وَوَحْدةِ مدلولِهِ، وتعددهما. وينقسم بهذا الاعتبار إلى أربعة أقسام؛ وذلك لأنك إذا نسبت اللفظ إلى المعنى فإما أن يتحدا، أو يتكثَّرا، أو يتكثر اللفظ ويتحد المعنى، أو بالعكس.

فأما الأول: وهو أن يتحدا. ومثاله: لفظة "الله" فإنها واحدة ومدلولها واحد، ويسمى هذا بالمنفرد (١)؛ لانفراد لفظه بمعناه، وهو ينقسم إلى: كلي، وجزئي، على ما مر في التقسيم السابق.

وأما الثاني: وهو أن يتكثَّر اللفظ والمعنى - فهي الألفاظ المتباينة، كالإنسان والفرس وغير ذلك من الألفاظ المختلفة، الموضوعة لمعانٍ مختلفةٍ، وحينئذ إما أن يمتنع اجتماعها كالسواد والبياض، أو لا يمتنع بأن يكون بعضها اسمًا للذات، وبعضها اسمًا للذات إذا اتصفت بصفة خاصة، كالسيف والصارم فإن السيف اسم للذات، والصارمَ للسيف القاطع (٢) كما قاله الجوهري في "الصِّحاح" (٣) وغيرِه، وقد يجتمعان في سيف واحد (٤). أو يكون بعضها اسمًا للصفة، وبعضها اسمًا لصفة الصفة؛ كالناطق بالفعل (٥) والفصيح، فإن الناطق بالفعل صفة للإنسان وقد لا يكون


(١) في (ت): "بالمفرد". وهو خطأ. كما سبق بيانه.
(٢) فالسيف والصارم متباينان. انظر: نهاية السول ٢/ ٥٨.
(٣) انظر: الصحاح ٥/ ١٩٦٦، مادة (صرم).
(٤) كقولنا: سيف قاطع. انظر: نهاية السول ٢/ ٥٨.
(٥) فيخرج الأبكم، والطفل الصغير، فإنهما ناطقان بالقوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>