للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبلغنا أن أمير المحمل (١) وضع دراج في الحديد، وأخذ منه سبعمائة دينار، وأن أبا الفرج ابن علي بن يوسف الزرندي (٢) وقريبه النجمي الطويل أتهما بقتل شريف من أهل الصفراء، وجداه فيما يقال عند زوجة الثاني أخت الأول وتحامل عليهم صاحب المدينة، وأخذ منهم الحشم، وأولياء الدم أرضوهم بشيء واصطلحوا إلى السنة انتهى.

وفي يوم السبت، عاشر الشهر، وصل من قاصد الشريف علي ابن نصر أوراق، أرسلها من العقبة، وفيها أن الغزاوي أخذه جميعه يحي بن سبع بن هجان، ومعه جماعة من العربان، وأخذوا من المحمل أكثر من مائة جمل محملة، ثم تبين كذبه، وأن كرتباي الأحمر تولى أمير كبير، وأن جان بلاط تولى نيابة الشام وخرج إليها، أو نيابة حلب ونائب حلب نائب الشام.

ثم في ثاني يوم الاثنين، كتب غالب الخبر الأول، وجاءت أوراق من ابن نصر، وفيها أن الدوادار جاء إلى مصر، وجاء من القلعة وألتم عليه أمير كبير تمراز، وكرتباي قرابة السلطان، ونهب حوالي مصر واقتتلوا مدة، وأنكسر الدوادار وهرب إلى الشام، وقتل تمراز، وكرتباي، وظهر كرتباي الأحمر، وجان بلاط، وأن جان بلاط توجه إلى نيابة حلب، ونائب حلب يكون نائب الشام، وكرتباي تولى أمرية.


(١) أمير المحمل: هو كرتباي بن تمراز أمير المحمل في حج سنة ٩٠٢ هـ. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٤٧.
(٢) الزرندي: بفتح الزاي والراء وسكون النون وفي آخرها دال مهملة - هذه النسبة إلى زرند وهي بليدة بنواحي أصبهان. ابن الأثير: اللباب في تهذيب الأنساب ١/ ٤٠٤.