للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلّ شهر رجب ليلة الخميس ٩٠٩ هـ

في ظهر يوم الخميس، المذكور، وصل من جدة لمكة، وكان توجههه لجدة من وادي الأبيار.

ثم في يوم الإثنين، رابع الشهر، توجه إلى وادي الأبيار.

وعاد لمكة يوم الثلاثاء، سابع الشهر، وتكلم على أخيه حميضة، وبسبب إقامته بمكة، فإنه جاء مكة من الفريق وبه وجع المكسر وتعافى منه، فأحتج عليه إن إقامته لوفاء نذره إن تعافى يقيم بمكة شهر رجب، فلم يقبل منه وقال: أنا مقيم إلى الجمعة وأروح، وان لم تلحقني تنظر ما يجري لك فقال: إلى الجمعة يكون خير، فوصى الجازاني إن لم يلحقه/يوم الجمعة وإلا إقتلوه، فبلغ الخبر حميضة أوشى إليه ذلك بعض الموصين فأخذ حميضة حذره، واجتمع ببعض الأتراك الذين ينبسط معهم، وأخبرهم بما بلغه، فغضبوا له واتفقوا معه على قتله.

فلما كان يوم الجمعة، تاسع الشهر، بعد صلاة الصبح، دخل الشريف جازان الطواف، وأرسل للريس يدعو له على زمزم كعادته، كلما دخل يدعو له، فلم يوجد الريس، فطاف شوطين ومعه الشريف ظاهر بن قيماز الإبراهيمي وشريف من ذوي أبي نمي وزيلع المقيد، فتعرض له ثلاثة من المماليك هم خشقدم وقيت ويزبك النصراني، وقال له بعضهم: أين أعواثنا؟ (١) ووضع يده على صدره وواحدة على ظهره ليحسسه، هل هو دافن بدرع؟ فعرف صاحبه بعدم ذلك، فقال له: أي الأعواث؟


(١) أعواثنا: المعاث: المذهب والمسلك و - المندوحة، ويقال: إن لي عن هذا الأمر لمعاثا: - مندوحه، وعوثه عن الأمر: عاثه عنه و - شغله ومنعه وعوقه. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٦٣٤.