للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لذلك وتكلم بعض كلام فأمر القاضي أبو البقاء أن يقوم ويجلس تحت عمة القاضي شهاب الدين أحمد، ولما فرغ المصلى من الصلاة [جاء] (١) قاضي القضاة وجماعته.

وفي أوائل هذا الشهر حصل لأحمد بن أيوب المصري [إهانة] (٢) من الأمير الباش جان بردي بالضرب على رجليه وعلى مقاعده وحلف أنه لا يقيم بمكة فتوجه إلى جدة الأمير والباش أيضا، وجماعة من صبيان الدرجة يأتون بعمرة للسلطان (٣) فتوجهوا مع دويداره إلى العمرة وجاءوا فطافوا وسعوا فأعطاهم يوما آخر ثم فعل بعض الأروام ببعض [التراكة] (٤) ذلك وأعطي كل اثنين محلقا وأمر الأمير الباش القاضي الشافعي الناظر [للمسجد] (٥) الحرام فطلع الباش ومعه مماليكه وصحبتهم المساحي والمكاتل (٦) وذلك في رابع الشهر فسرعوا في تنظيفها وأمروا من وجدوه من الناس يساعدهم.

[أهل شوال ليلة الخميس سنة تسعمائة وثلاثة عشر]

في ليلة الأحد رابع الشهر مات الشيخ محمد الجبرتي المعتقد الساكن عند زيادة


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وأثبتناها من (ب) لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "أهنه" وما أثبتناه هو الصواب.
(٣) يشير المصنف إلى بعض العادات الاجتماعية والدينية التي شاعت بمكة آنذاك وهي أن يقوم بعض كبار الموظفين وبعض خدام درجة الكعبة بعمل عمرة لسلطان مصر (قانصوه الغوري) ويقومون بالدعاء ويهبون له ثواب العمرة، ويبدو أن السلطان يرسل إليهم مكافأة سخية تصل مع أمير الحج.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "البراكة" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٥) وردت الكلمة في الأصل "المسجد" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٦) المساحي والمكاتل: يبدو أنها من أدوات التنظيم، والمقصود بالمساحي هي المساحات التي تستخدم لتنظيف وشطف الماء.