للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السماط حضره القضاة الأربعة، والفقهاء، والمتسببون وغيرهم (١).

وفي يومها مات الشيخ المبارك علي (٢) الكيلاني المجرد الساكن برباط ربيع (٣)، وصلى عليه بعد صلاة الجمعة عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة وشيعه خلق كثير بالخير والبركة، وكانت معه كتب أوقفها في رباط ربيع، وأخذ باقي حوائجه الدولة (٤).

[أهل صفر الخير ليلة الجمعة سنة ستة عشر وتسعمائة]

وفي ليلتها كان دخول محيى الدين العراقي، على أم الهدى بنت الشيخ الفضل بن عبد القوي.

وفي صبح يوم السبت ثاني الشهر مات الطفل أبو البقاء بن قاضي القضاة النوري علي بن أبي الليث بن الضياء الحنفي، من سعادة بنت قاضي القضاة الجمالي أبي


(١) كان بعض الفقهاء آنذاك لا يحترزون من الوقوع في الأخطاء، وهذا يقلل من هيبتهم أمام العامة. وها هو المصنف يشير إلى ذلك بأنهم اجتمعوا مع المغنين والمطربين في مكان واحد، مما يتنافى مع هيبتهم وكرامتهم.
(٢) هو علي الكيلاني الشافعي، رآه السخاوي فيمن عرض عليه سنة خمس وتسعين وثمانمائة بمكة. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٦/ ٦٢ رقم الترجمة ٢٠٨.
(٣) رباط ربيع: يقع بأجياد. واشتق رباط ربيع اسمه من اسم المتولي على إنشائه وعمارته وهو ربيع بن عبد الله المارديني الذي تولى بأمر واقفه الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين الأيوبي بناءه في العشر الأوسط من ذي الحجة سنة ٥٩٤ هـ، وقد أوقف على الفقراء المسلمين الغرباء. انظر: الفاسي: شفاء الغرام ٢/ ٥٩٦. النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٢/ ٥٦٤. حسين شافعي: الرباط في مكة المكرمة، ص ٨٢ - ٩٣.
(٤) من أبرز المؤسسات الاجتماعية والثقافية التي أنشئت في مكة الأربطة، وكان العلماء المقيمون بالرباط عندما يموتون وليس لهم وارث يوصون بكتبهم للرباط اعترافا بفضل الرباط، كما فعل الشيخ الكيلاني المقيم برباط ربيع، ولذا كونت هذه الوقفيات مكتبات عامرة بتلك الأربطة.