للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صبيحة الليلة المذكورة توجه السيد الشريف محمد بن بركات للقائهما، فخلع أمير الأول عليه وعلى ولده السيد بركات خلعتين ودخلوا جميعا مكة.

وفي ليلة الأحد تاسع عشري الشهر دخل أمير المحمل أزدمر تمساح - أحد المقدمين - مكة وطاف وسعى وعاد إلى الزاهر.

وفي صبيحتها خرج للقائه أيضا الشريف وولده فخلع عليهما أيضا خلعتين ودخلوا جميعا مكة ووصل مع الحاج شيخ رباط السلطان النور علي بن حسن.

وفي عصر يوم الأحد المذكور طلع القاضي جمال الدين [أبو] (١) السعود بن قاضي القضاة برهان الدين إبراهيم بن ظهيرة القرشي جبل [أبي قبيس] (٢) لرؤية الهلال على عادة قاضي القضاة الشافعي، ومعه الفقهاء ولم يهل الشهر.

أهل شهر ذو (١) الحجة الحرام ليلة الثلاثاء سنة ٨٩١.


(١) وردت في الأصول "أبي" والتعديل هو الصواب.
(٢) وردت في الأصول "أبي قيس". والصواب ما أثبتناه. وهو: أحد أخشبي مكة وهو الجبل المشرف على الصفا، وكان يسمى في الجاهلية الأمين، ويقال لأن الله استودع فيه الركن الأسود عام الطوفان، وقيل في سبب تسميته نسبة إلى رجل يقال له أبو قبيس من إياد بني بالجبل فلما ارتفع بناؤه سمي الجبل باسمه. وقيل لاقتباس الركن الأسود منه. وقيل إنه أول جبل وضع بمكة ولذلك سميت بأم القرى أي أصلها وقيل: إن به بعض قبور الصالحين والأولياء. واليوم نحت كثير منه وشق بينه وبين الحرم طريق وعلى أبي قبيس الطرفة القائلة: إن الواقف على أبي قبيس يرى الطائف! فيتبادر للذهن أن المقصود مدينة الطائف فيدهش السامع لهذا القول. والمقصود الطائف بالكعبة. الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ٢٦٦ - ٢٦٧، الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٤٤١ - ٤٤٦، ابن ظهيرة: الجامع اللطيف، ص ١٣، ٢١١، البلادي: معجم معالم الحجاز ٧/ ٨٩.