للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أهلّ شهر شوال ٨٩٩ هـ

وتخوف الناس لذلك وكان أكبر القائمين في رؤيته محمد (١) بن أبي الخير الدمنهوري موقت الزمان وطلع بالأسطرلاب (٢) الذي يرى منه الشهر.

وكان في أول الشهر، يقول: لا يرى ثم في آخره يرى، ثم شهد في تلك الليلة به ثم قال: إنه إنما أراهم محله وأنكر عليه بعض مشايخه المصريين والمجاورين، وقالوا:

لا يمكن رؤيته لا بمكة ولا بمصر.

ولم يفطر يوم العيد هو وكذا غيره فيما سمعت.

وتكلم أيضا الشيخ أبو بكر (٣) العراقي وقال المصريون: الشهر في مكة يزيد وينقص إلا رمضان فهو دائما تسعة وعشرون.

فإن الناس نحو ثمان أو تسع سنين على ذلك، والله يقدر للمسلمين ما فيه الخير (٤).


(١) محمد بن أبى الخير بن محمد بن عمر الدمنهورى الأصل المكي الحريري، ويعرف بابن أبى الخير الدمنهورى، اشتغل في الميقات وتميز فيه. السخاوى: الضوء اللامع ٧/ ٢٣٨.
(٢) الإسطرلاب: هي آلة رصد قديمة تستعمل لمراقبة مواضع الكواكب وتحديد علوها عن الأفق، ولقياس ساعات الليل والنهار، وحل بعض القضايا الفلكية. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ١٧. محمد فريد وجدى: دائرة معارف القرن العشرين ١/ ٢٩٤.
(٣) أبو بكر بن إبراهيم بن محمد بن مصلح بن إبراهيم المكي ويعرف بابن العراقي. ولد في ليلة ثامن رمضان سنة ٨٤٠ هـ بمكة ونشأ بها فحفظ القران، وقدم القاهرة في سنة ٨٩١ هـ، وسافر لدمشق، وزار بيت المقدس، ثم عاد إلى مكة. السخاوى: الضوء اللامع ١١/ ١٣.
(٤) إن اختلاف الناس في رؤية الهلال من بلد لآخر يقع ولو كانت السماء صافية حيث رأى هلال شهر رمضان معاوية بن أبى سفيان وهو بالشام ليلة الجمعة فصام يومها. وأهل المدينة لم يروه إلا ليلة السبت فصاموا يوم السبت. مسلم: الصحيح ٢/ ١٣٨.