للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولأخيه بخمسين ولغيرهم، فتشوش صاحب مكة الذي ما [يأخذ] (١) الثلث على عادة الصدقات وتكلم بكلام كثير واتفقوا عند أمير الحاج.

[أهل ذي الحجة ليلة الأحد سنة ستة عشر وتسعمائة]

في ليلة الأحد المذكور ماتت سعدانة والدة الشيخ عز الدين بن زايد المكي عبد الله، وصلى عليها ضحى عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة بتربة علي بن هاشم تحت رجلي سيدتها أم المسعود بنت عبد القادر بن زايد.

وفي هذا اليوم مات ابن أبي الفضائل (٢) بن أحمد بن أبي البقا بن الضياء الحنفي وصلى عليه أيضا ضحى عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة عند سلفه.

وفي هذا اليوم اجتمع السيد الشريف صاحب مكة قايتباي بن محمد بن بركات والأمراء والقصاد عند أمير الحاج [المصري] (٣) قانصوة جركس بالمدرسة الأشرفية ومعهم أمين صاحب الروم الحاصل للصدقة، وتكلموا في أمر الصدقة [الرومية] (٤) فشدد السيد قايتباي أن من عادة الصدقات يكون لصاحب مكة فيها الثلث وما يأخذ إلا عادته، ويقال: أنه وقع الأتفاق على أن الصدقة تترك عند أمير الباش خير بك المعمار ويسافر قاصد الروم مع أمير الحاج إلى القاهرة ويشاور صاحب مصر في ذلك حتى يأتي ما يأمر به وانفضوا على ذلك، وما أظنه يتم والله يقدر ما فيه الخير، ثم انفضوا مع الشريف قايتباي على تتمة ثلثمائة دينار ويريد المسفر


(١) وردت الكلمة في الأصل "ناخذ" والتعديل من (ب) وهو الصواب لسياق المعنى.
(٢) هو: أبو الفضائل بن الشهاب أحمد بن أبي البقاء بن أحمد بن الضياء المكي الحنفي، ممن سمع من السخاوي بمكة. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ١١/ ١٢٨، رقم الترجمة ٤١١.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "المصر" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "الرمية" والتعديل من (ب) وهو الصواب لسياق المعنى.