للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل جمادى الأولى ليلة الاثنين سنة ٨٩٣.]

في يوم الأربعاء ثالث الشهر مات مفلح (١) الكمالي عتيق القاضي كمال الدين أبي البركات ابن القاضي نور الدين علي بن ظهيرة وصلى عليه ابن أخي سيده - من هو في خدمته ومختص به - قاضي القضاة جمال الدين أبو السعود بن ظهيرة بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة بسفل تربة مواليه المستجدة، وشيعه خلق لا يحصون وأخذ العزاء فيه قاضي القضاة جمال الدين.

وفي يوم الخميس رابع الشهر وصل السيد بركات بن محمد وإخوانه إلى مكة وبعض عسكرهم ووصل السيد الشريف محمد بن بركات إلى قوز المكّاسة (٢) ثم عرج ومضى من تحت جبل ثور (٣) إلى أن وصل إلى مزدلفة (٤). ثم إلى قرب


(١) السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ١٦٧ ترجمة رقم ٦٨٩.
(٢) لم أتبين قراءتها في (ب)، قوز المكاسة: رمل صغير جنوب غربي مكة في المسفلة. اتصل اليوم به العمران وأخذ اسمه من أمراء مكة الذين كانوا يأخذون المكوس على بضائع اليمن هناك، وتصحفه العامة فتسميه (قوز النكاسة). البلادي: معجم معالم الحجاز ٧/ ١٧٤.
(٣) جبل ثور: بلفظ ثور البقر ويسمى أطحل وهو جبل يقع جنوب مكة ويرى من المزدلفة ومن المسفلة وهو أحد أثبرة مكة وكان معروفا في مكة قديما، ومنذ لجأ إليه رسول الله عند بدء الهجرة مع صاحبه أبا بكر أصبح هذا الجبل الذي حمى رسول الله ذا شأن ويزوره المسلمون للذكرى ويدخلون الغار الذي به تيمنا. البلادي: معجم معالم مكة، ص ٢٦ - ٢٧، ٥٧.
(٤) مزدلفة: بالضم ثم السكون ودال مفتوحة مهملة ولام مكسورة وتاء. هي مبيت الحاج ومجمع الحصى، إذا صدروا من عرفات ليلة العاشر من ذي الحجة، وهو مكان بين بطن محسر غربا والمأزمين شرقا وهو المشعر الحرام ومصلي الإمام يصلي فيه العشاء والمغرب - جمعا وقصرا - والصبح وهناك أقول في سبب التسمية، قيل: من الازدلاف وهو الاجتماع في قوله تعالى: ﴿وَ أَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ﴾ سورة الشعراء آية ٦٤، وقيل: الازدلاف الاقتراب لأنها مقربة من -