للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلّ ذي الحجة ليلة الخميس ٩٠٦ هـ

وفي صبح يوم الخميس، مستهل الحجة، دخل مكة في عرضة كبيرة السيد هزاع والأميران، أمير الحاج المحمل أحد المقدمين سودون (١) العجمي وأمير الحاج الأول دولات باي قرموط الوالي كان، ومعهم باش مكة قانصوه الجوشن ومحتسبها أصباي، وعليهما وعلى السيد هزاع كل واحد خلعة، ونهب عسكر السيد هزاع من بني إبراهيم وغيرهم بمكة للناس شيئا كثيرا، فاشتكى الناس ذلك للسيد هزاع، فتكلم عليهم كلاما خفيفا وشق مكة وسط النهار وآخره وسكن الأمر، وأما السيد بركات فإنه لما توجه إلى جهة أبي عروة مال إلى البرقة في جماعة من العسكر وجلس بها إلى أن ولى الحجاج والعسكر إلى مكة، وأرسل وسأل أخاه السيد هزاع في أن يعطيه وجها شهرين أو ثلاثة، فامتنع إلا إن كان يروح إلى اليمن أو الشرق، وإلا ما يعطيه إلا ثلاثة أيام، فما قبل السيد بركات ذلك، فلما كان آخر النهار، توجه إلى الدكنا وأرض حسان، عند الشيخ عبد الكبير وجلس بها، وعلق على خيله وبات بها، ثم توجه إلى جدة، وجلس بها يوم الخميس مستهل الشهر، وأخذ عسكره القافلة الواصلة من جدة كلها أو غالبها فيهم ابن الطاهر، وقال إنه فقد له سبعمائة أو مائة دينار، ويقال أن الناس اشتكوا ذلك للسيد بركات، فقال: ادعوا على من فعل بكم هذا، يسير لأمراء الحاج أو غيرهم، ثم أرسل السيد بركات لنائب جدة، وطلب منه مالا ولو على سبيل القرض فامتنع، ثم إن السيد بركات توجه إلى جدة ودخلها هو والعسكر صبح الجمعة، وجلس هو عند بيت القاضي أبي البركات (٢)، وأرسل لنائب جدة يطلبه ويطلب منه


(١) سودون بن جاني بك العجمي، أحد المقدمين، كان أمير المحمل المصري في سنة ٩٠٦ هـ. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٤٩.
(٢) هو القاضي محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة المخزومي المكي، -