للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي أول هذا اليوم، قبل صلاة الصبح، ماتت تغريد الحبشية مستولدة الشيخ خير الدين بن أبي السعود، ودفنت بالمعلاة عند سلف مولاها، وكانت أسقطت في سبعة أشهر، وبقيت إلى يوم الثامن، وماتت وكانت عاقلة ديّنة، عوضها الله وأهلها خيرا.

أهلّ ربيع الأول ليلة الأربعاء

عرفنا الله بركته ٩٠٧ هـ

في ليلة الأربعاء، المذكورة ماتت مستولدة محمد بن داود الصايغ، وزوجة الشريف محمد المطري، وصلي عليها بعد صلاة الصبح، ودفنت على ولدها بالمعلاة، ولم يكن بها علة، وإنما صلت المغرب والعشاء بالمسجد الحرام، ثم توجهت ليلتها فحصل لها عارض بالليل ماتت منه رحمها الله.

وفي يوم الخميس، ثاني الشهر، ماتت الحاجة شقراء بنت شمس الدين، وصلي عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة بتربتنا على حواء رحمة الله عليهم أجمعين، وكنت الوصي على جهازها، وأرادت [التبرع] (١) بكل مالها، فلم أفعل وحصل لي نصف الثلث وهو أربعة أشرفيا، فجزاها الله عنا خيرا.

وفي ليلة الثلاثاء، سابع الشهر، جاء الخبر إلى مكة، بأنه وصل إلى السيد الشريف الزيني بركات بن محمد صاحب مكة، وهو بالبحرة (٢)، ثلاثة هجانة (٣) ظهر


(١) وردت في الأصول "برنا"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) بحرة: بلدة عامرة بين مكة وجدة في منتصف المسافة بينهما. ولعلها سميت بحرة من السعة، والعرب تسمي كل فضاء بين الجبال بحرة، شريطة ألا يكون واسعا جدا فحينئذ يسمى خبتا. عاتق البلادي: معجم معالم الحجاز ١/ ١٨٣. حمد الجاسر: المعجم الجغرافي ١/ ٢٥٨.
(٣) هجانة: جماعة من الجنود يركبون الهجن، ويكلفون عادة بحفظ حدود البلاد، كما يكلفون ببعض المهام السريعة. والهجن: هي الإبل السريعة. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١١١ حاشية -