للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا الشهر شرع الشريف إلى جانب مسجد [الحرس] ونور السبيل ولم يقتل الأمير أحد الأسيرين قالوا إلا طمعا في استفدائه له صوره ثم كاتبوا السيد بركات بذلك فأمر بشنقه على باب المعلاة.

[أهل ذي الحجة بالرؤية ليلة السبت سنة إحدى عشر وتسعمائة]

فيها جاءت الأوراق من جدة بأنه وصل لجدة جملة من المراكب من الهند وهرموز وعدن وجملة الجلاب يقال أن المجموع سبعة وثلاثون مركبا وجلبه ويخبرونهم وراهم بمركب هندي والله يخلف على المسلمين لعدم وصول الحجاج المصريين والشاميين (١).

وفي يوم الاثنين ثالث الشهر مات محمد بن خرجه عن وجع دون اليومين واسكت، وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة وشيعه جماعة وخلف بنتا وأما حاضرين وأخا غائبا بالشام، ويقال له ابن عم حاضر ولكن ختم على موجوده القاضي لولد له (٢).

وفي يوم الثلاثاء رابع الشهر مات الشيخ نجم الدين محمد بن القاضي كمال الدين أبي البركات بن ظهيرة القرشي المكي، وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة


(١) نتيجة لتهديد القبائل القاطنة على طرق الحج والقوافل التجارية، وتهديدهم لحياة الناس وممتلكاتهم، لم يخرج ركب الحاج الشامي والمصري في هذا العام، ومما لا شك فيه أنه أثر على حالة مكة الاقتصادية آنذاك، لولا وصول هذه الجلاب من الهند وهرموز وعدن. وهذا يدل على أن قوافل الحجيج وتجارة البحر الأحمر من أهم مصادر النمو الاقتصادي بمكة المكرمة. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٨٩ و ٩٣. علي السليمان: العلاقات الحجازية المصرية زمن سلاطين المماليك، ص ١٧١ - ١٧٩.
(٢) من العادات الاجتماعية أنذاك أن المتوفي كانت تحجز تركته حتى يتم التحقق من وجود الورثة الشرعيين بذلك يشير المصنف إلى من حضر وغاب منهم، ومن يتحقق في بنوته.