للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العيد (١)، بعد أن نفى السلطان طومان باي جماعة، وغرق جماعة، وسمع بعض الأمراء أنه يريد مسك جماعة في العيد، فركبوا ليلة التاسع والعشرين، فهرب السلطان في ثلاثة عشر فارسا ولم يقاتل، وأنه جاءه مرسوم بولاية الأتابكية وهو مع دواداره، وأنه تركه بعسفان في مملوك آخر وخدم قليل.

ثم في صبيحة يوم الثلاثاء، دخل دواداره ومن معه وفرح المسلمون بذلك، وفي مرسومه المجيء مع الحاج.

ثم إنه أرسل في يومه لشاهين المملوك، الذي مع طرباي ولطمه بعض مماليكه على وجهه لطمات بحضوره، ثم أمر بالحديد وطوقه بحلقه وحبسه عنده، ويقال في بيت الماء، وسر المسلمون بذلك، فإنه أضر بالناس، وأساء على كثير منهم، ووصل أذاه حتى للأمير قانصوه البرج بقلة حياه والله يريح المسلمين منه.

أهلّ ذو القعدة ليلة الأربعاء ٩٠٦ هـ

في أول غرة الشهر، دخل طرباي وسيدي الشهابي أحمد بن العيني، للسلام على الأمير قانصوه البرج يهنئانه، وهو يشتكي، فسأله ابن العيني الشفاعة في شاهين ثم طرباي، فأجابهم بعد سكوت طويل، وقال: الباش سأل فيه حتى يجيء، فسأله أيضا الشهابي بن العيني في صلح الباش الأمير قانصوه الجوشن وطرباي، فطلب الباش وحضر، فكلمه العيني، فتمنع ثم شرط في أنه لا بد من كتابة محضر بما وقع، وقام إليه طرباي وسلم عليه مرارا، وهو يظهر الثاني، وأحضر صبيه الذي ضربه صبيان طرباي حتى تلفت يده، والذي ذهبت له أربعة أسنان، ثم أصر الأمير قانصوه بعدم المحضر،


(١) المراد به عيد الفطر، حيث تسلطن في يوم الإثنين مستهل شهر شوال سنة ٩٠٦ هـ. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٤.