للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى باب المسجد باب الجنائز، ودفن بالمعلاة خارج تربة [ابن] (١) الزمن [بركنها] (٢) خلف تربة الحوراني وشيعه خلق كثير، ولم يحضر القضاة للصلاة عليه لاشتغالهم بحضور ختم ابن المقلح.

وفي يوم الأربعاء تاسع عشري الشهر ماتت سعادة بنت عمر بن أبي اليمن النويري وصلى عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفنت بتربة سلفها بالمعلاة.

[أهل جمادى الأولى ليلة الخميس بالرؤية سنة تسعمائة وثلاثة عشر]

في ليلة الخميس المذكور عمل بمقام الحنفية مولد (٣) للقاضي ناظر الخواص حضره هو والقضاة والباش وخلع علي قاري المولد القارئ، وابن حسان وأسقوا سكرا، ويقال القاضي ناظر الخواص بواب القاعة التي هو ساكن بها وهو مكبر الحنفية شيئا من الدنيا ليطهر به ولده فقال له نحن نطهره فأمر بعمل سماط دعى فيه القضاة وأمر بزف الولد من المروة إلى سكن القاضي فزف على فرس بعمامة (٤) مدورة وخلعة كمخ (٥) بمقلب فرو سنجاب، ومشى قدامه قواسه وبعض حفدته والمغاني المكيون


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من (ب) لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "تركنها" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) من البدع التي كانت شائعة في مكة أنذاك إقامة احتفالات خاصة لبعض كبار رجال الدولة، كان يطلق عليها تيمنا "المولد" وكان يقرأ فيها أدعية وأهازيج تدل على الفرح بالضيف وكانت تعقد في مقامات الحرم ويحضرها القضاة والعلماء ولم ينكروا هذا العمل!
(٤) العمامة: ما يوضع على الرأس ولا سيما لعلماء الدين، وكان المسلمون يلفون الشاش الأبيض على الطرابيش الحمر، أو على القلنسوات البيض ويسمونها عمامة أو لفة. انظر: دهمان: معجم الألفاظ التاريخية، ص ١١٤. أحمد عبد الرزاق: المرأة في مصر المملوكية، ص ١٨٤.
(٥) هكذا وردت الكلمة في الأصل، وفي (ب) "ممخ". ويبدو أن المراد بالكلمة "مخمل".