للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صبح يوم الاثنين سلخ الشهر توجه أيضا الشريف قايتباي والباش والشافعي للملاقاة فلبس كل واحد منهما خلعة وكذا لبس الشريف على خلعة بطراز أسود، لكن الخلعه والطراز اللذان لقايتباي في غاية الحسن ولاقاهم في أثناء الطريق أمير أول ودخل معهم، ويقال: أن الأمير توقف على لبس قايتباي في الزاهر حتى قرر عليه ثمانية آلاف دينار ولما دخل مكة أرسل له بالشواء توقف في قبوله وهو نحو الأربعين أو الخمسين خروف شوي وقال العادة مائة وليس كذلك فكمل له بقية المائة أحياء.

[أهل ذي الحجة ليلة الثلاثاء سنة ٩١٠ هـ.]

في يوم الثلاثاء المذكور اجتمع القضاة والشريف والباش عند أمير المحمل بسبب لبس الخلع على العادة فألبس نائب جدة وشاهين والقاضي وتوقف في الشريف لأجل مبلغه فما زال به الحاضرون حتى ألبسه وافترقوا على خير بعد أن مد لهم الفطور وهو مربيات ومعمول ونقل (١)، وشكر الأمير كثيرا فالله يتمه على خير ولما كمل الحجاج سمعنا بجمع كثير ماتوا من المكيين والمدنيين، فمن المكيين الذين ماتوا بمصر الشيخ خير الدين أبي الخير بن أبي السعود بن أبي البركات بن ظهيرة، وقريبه تقي الدين بن القاضي برهان الدين إبراهيم بن علي بن أبي البركات بن ظهيرة، وأبو بكر بن علي بن ناصر الشاهد وأخوه عبد القادر بالشرفه، وأحمد بن محمد القرشي بن بنت شافه، وحسن ابن عمر بن عبد العزيز بن عبد السلام الزمزمي، وزينب بنت عبد الغني


= المحمل الرئيسي الذي ترافقه كسوة الكعبة الرسمية، وقد أصبح هذا تنظيما متبعا وهو يحمل دلالة هامة وهي طاعة شريف مكة للسلطة الحاكمة في مصر.
(١) نقل: من المفردات العامية المكية، وهي تعني (البندق، والجوز، واللوز، والفستق) وتعرف اليوم بالمكسرات.