للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلّ شهر المحرم، ليلة الثلاثاء، مستهل سنة ثمان وتسعين وثمانمائة

عرفنا الله ببركتها.

في عشاء ليلة الثلاثاء المذكور، مات المبارك جمال الدين العجمي النجار الساكن برباط السيد بركات بن حسن بن عجلان، وصلي عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، ودفن من يومه بالمعلاة بفسقية، وكان أعدها بعض التجار لنفسه، فبدأه بها، وهي تحت تربة الزمازمة إلى جهة الطريق، وكان مبارك كثير الطواف والتلاوة في المصحف وفعل الخير، وسمعت أن عمره نحو الثمانين وأن له بمكة نحو أربعين نفعنا الله به آمين.

وفي ظهر يوم الأحد، بين الآذان والإقامة ثالث عشرة الشهر، ماتت خالتي المباركة المتصدقة المتفضلة القارئة الكاتبة (١) أم محمد كمالية (٢) بنت عبد الله بن محمد بن علي بن/عثمان العجمي الأصل المكي وصلي عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، ودفنت من يومها بالمعلاة بتربتنا [رحمها] (٣) الله ونفعنا بها آمين، ومات معها ودفن بالمعلاة (٤).


(١) يتضح من هذا النص أن المرأة المكية تميزت بصفات كثيرة، وكان لها دور كبير في الحياة العلمية، وظهر كثير منهن في المجالات العلمية كالتصنيف والتدريس وغير ذلك، وهذا النص يعكس بعض هذه الجوانب.
(٢) كمالية بنت العفيف عبد الله بن محمد بن علي العجمي المكي، أم محمد الكاتبة وخالة العز ابن فهد، كانت تقيم أكثر وقتها في الوادي، ماتت في أثناء المحرم سنة ٨٩٨ هـ بمكة ودفنت بالمعلاة. السخاوي: الضوء اللامع ١٢/ ١١٩.
(٣) وردت في الأصول "رحمه"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) يبدو أن هناك سقط في النص.