للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصلت من ينبع وأخبرت أن عرار بن عجل النموي وصل إلى ينبع بالمراسيم لبركات أن شاؤا وإلا فلقايتباي ومعه خمسة جلاب وبعده أربعة، وأما بركات وقايتباي فهما واصلان قريبا في عسكر كثير بركات متقدم مع بعضهم فسر الناس بهذه الأخبار ورد له الباش الجواب بأن خاطرك طيب وما عندنا أعز منك ويكون على الكل.

[أهل شهر شعبان ليلة الثلاثاء ٩١٠ هـ]

في يوم الجمعة رابعه جاء بعض مشاة وأوراق من قاضي جدة، وأبي حميدة الإبراهيمي وفتى عبد الرزاق بن البصري صهر الخواجا بن راحات إلى بيت سيده واجتمع لنا من مجموعهم أن الهاربين لما دخلوا جدة يوم الاثنين تاسع عشري الشهر وكان دخول أولهم صبحا أشاعوا بالأمان والأطمئنان وأمروا مناديا ينادي بمكة، ونادى القاضي بهاء الدين، وشهاب الدين (١) الهنيدي وحلف الشريف حميضة، وعياف، ومالك وملحم أنهم ما جاؤا إلا للإصلاح والخير وما مقصودهم سوء، وأن نحن دخلنا مكة ودعا الخطيب للشريف حميضة، وأنكم تطلعون للخواجا محمد بن يوسف القاري وتخبرونه بذلك وينزل لجدة حتى يرجع الباش ويكون خاطره وخاطرهم طيب وتأخذون معكم ولدي فطلعوا له وعرفوه بذلك، فقال صدق الشريف ولكني قصدت اليمن [فإذا] (٢) عدت دخلت جدة وأقمت بها فردوا الجواب للشريف حميضة فشرعوا في نهب البلاد كلها واستمروا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس إلى


(١) هو: أحمد بن محمد بن محمد القاهري المارداني، ويعرف بالهنيدي الشهاب بن الشمس ابن ناصر الدين أحد التجار، ولد سنة ست وخمسين وثمانمائة وكان جده مديما لزيارة الشافعي، نشأ فقرأ القرآن وتعانى التجارة وصحب بن القارئ، وكان يصل الكثير من أهل مكة البر منهم على يديه، بل ربما يصلهم من نفسه، وكثرت إقامته بمكة على خير من الجماعات والطواف. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٢/ ٢٠٦، رقم الترجمة ٥٥٠.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "فادا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.