للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه بمدرسة السلطان، ثم عاد. فلما أن [تضاحى] (١) النهار، أرسل القاصد إلى قاوان مباشريه يستدعيه فحضر إليه، ثم أضافه قاوان من ثاني يومه ثلاثة أيام متوالية، وحبه محبة أكيدة. وأرسل قاصدا إلى مصر والقاصد بجدة قبل أن يصل إلى مكة في المراجعة بما يتعلق بقاوان فيما يقال.

وفي يوم الأحد سابع عشري الشهر مات جوهر الكمالي عتيق قاضي القضاة كمال الدين بن ظهيرة بوادي حداء (٢) وكان توجه إلى جدة وبه أثر وجعة، فازداد الحال به بجدة، فطلب المجيء إلى مكة فحمل إلى جدة ولم يكن عليه خوف فمات بجدة، ولم يكن أحد حاضرا وقت موته لأنهم لم يكونوا خائفين عليه. وحمل إلى مكة ووصل به ليلة الأثنين إلى المعلاة، فغسل وكفن بها وصلى عليه بها قاضي القضاة برهان الدين بن ظهيرة، ودفن بتربة سيده المستجدة وحضر جنازته الأعيان.

[أهل جمادى الآخرة ليلة الخميس سنة ٨٨٧.]

وفي آخر ثانيه (٣) وفي أول ثالثه وصلت قافلة من المدينة الشريفة ووصلني كتاب من صاحبنا العلامة سراج [الدين] (٤) معمر (٥) بن عبد القوي، فإنه


(١) وردت في الأصول "تضاحا" والمثبت هو الصواب.
(٢) حدّاء: بالفتح ثم التشديد وألف ممدودة: واد فيه حصن ونخل بين مكة وجدة يسمونه اليوم حدّه وقد تهمز فيقال حداء كما يقال حده. ياقوت: معجم البلدان ٢/ ٢٢٦، البلادي: معجم معالم الحجاز ٢/ ٢٤١.
(٣) كذا وردت في الأصول. وقد يكون هناك سقط في الكلام.
(٤) ساقطة في الأصول والمثبت ما بين حاصرتين عن اسمه المذكور سابقا.
(٥) هو: معمر - كمحمد - بن يحيى بن محمد بن عبد القوي السراج أبو اليسر المكي المالكي. ولد وقت الخطبة من يوم الجمعة رابع عشر ذي القعدة سنة ٨٤٨ هـ بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن -