للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل شعبان ليلة الأربعاء سنة ٩٢٠ هـ]

في ليلة الثلاثاء رابع عشر الشهر وصلت قافلة المدينة وكانت كبيرة جدا. وفي وقت الغد منه مات الأمير الباش [قطلباي] (١) الأشرفي أمير أربعين بالقاهرة، وصلى عليه بعد الظهر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة [عند] (٢) الأمير الكبير تنبك الجمالي، وخلف أمه وثلاثة أولاد ذكورا، وثلاثة بنات، وزوجة أو زوجتين، وكان أوصى أنه لا يملك إلا مائة وسبعين دينارا وجعل وصية أغاثه ومملوكه دويداره حتى يصل لمصر، وجعل وصية بمصر الأمير الدويدار الكبير والأمير الخزندار، [و] (٣) وصل الخبر لجدة للأمير حسين نائب جدة فأرسل لمكة القاضي زين الناظر، والأمير، ودويداره وكاتبه ووصلوا آخر يوم الخميس سادس عشر الشهر، وتوجهوا ليلة السبت لعرفة وعادوا ثاني يوم.

وفي يوم الجمعة سابع عشر الشهر [صلى على] (٤) الأمير شاهين الجمالي بمكة صلاة الغائب (٥)، وعمل له القاضي الشافعي الناظر ربعة بالمسجد حضر فيها القضاة


(١) وردت الكلمة في الأصول "قطباي" والتعديل من بدائع الزهور. وقد ذكر المصنف بأنه توفي في يوم الأربعاء خامس عشر شهر شعبان لهذا العام (٩٢٠ هـ)، بينما نجد ابن إياس يذكر أن خبر وفاة الأمير الباش قطلباي وصل إلى القاهرة في أواخر شهر محرم من هذا العام (٩٢٠ هـ) فلما تحقق موته أخلع السلطان على شخص من الأمراء الطبلخانات يقال له جاني بيك قرا، وقرره في باشية مكة عوضا عن قطلباي بحكم وفاته بمكة. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٣٦١.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "على" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من (ب) لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصول "وصل" وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٥) يشترط في الصلاة على الجنازة حضور الميت، إلا على غائب عن البلد ولو دون المسافة أو في غير قبلته، لحديث جابر: "في صلاته على النجاشي وأمره أصحابه بالصلاة عليه". انظر: سامي ابن العربي الأثري: القول الصائب في حكم صلاة الغائب، ص ٦٥.