للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل جمادى الأولى ليلة السبت بالرؤية الصحيحة سنة أثنى عشر وتسعمائة]

في يوم السبت المذكور جاء قاصدا من نائب جدة يطلب القاضيين الشافعي والمالكي لينظر السور مع الباش فأرسل السيد بركات يعرف ذلك وينتظر جوابه.

وفي هذا اليوم وجد بعض المماليك ومنهم شنطباي القيتي جمل حب لصهر الشيخ علي صبي الباش أو مهتاره وأخذوه فأرسل الباش لشنطباي وضربه بيده أو بالسرموجه (١) أو القبقاب (٢) وجلسه فشفع فيه وأعيد الحب فدخل بعض المماليك وهو النفطي من العادلية وأخذ منه حبا وتمرا وعنبا، ولم يوجد.

ثم في يوم الأحد ثاني الشهر اجتمع غالب المماليك بمدرسة السلطان (٣) وأخذوا سلاحهم وأرادوا التوجه للباش فمشي بينهم مرارا يونس دويدار الأمير الكبير


= وجذب بينهم وبين السلطة المملوكية فأرادوا المساومة في الصلح مع السلطان وتدخل السيد بركات بنفسه، ويبدو أن مالك بن رومي عرقل هذا الاتفاق ويشير المصنف بدقته المعهودة إلى أنه سمع بهذه الحادثة ولكنه لم يتحقق بوقوعها.
(١) هكذا وردت الكلمة في الأصول.
والسرموجه أو السراموزة: وهي تعني النعل وأصلها فارسي معناه رأس الخف، وقد وصفها لنا شرف بن أسد المصري أحد أدباء عصر المماليك وصفا طريفا فقال: "وأسألك أيها المولى أن تنخمني بسرموزه أنعم من الموزة، وأقوى من الصوان، وأطول عمرا من الزمان، لا يتغير وشيها، جلدها من خالص جلود الماعز، ونعلها من جلد الأفيلة الخمير، لا الفطير .. "، وكانت تخلع عند دخول المنزل ولا تلبس إلا خارجه. انظر: أقبغا الخاصكي: التحفة الفاخرة في ذكر رسوم خطط القاهرة "مخطوط" ورقة ٨٢ ب. أحمد عبد الرازق: المرأة في مصر المملوكية، ص ١٩٧.
(٢) القبقاب: حذاء يتخذ من الخشب، شراكه من الجلد أو نحوه، معروف ببلاد الشام خاصة. جمعه: قباقيب. انظر: مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ٣٤٦. أحمد عبد الرزاق: المرأة في مصر المملوكية، ص ١٩٨.
(٣) يقصد مدرسة السلطان الأشرف قايتباي.