للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة السبت سادس عشري الشهر سافر الأمير الباش بكباي لجدة لينظر السور ويعود فوصل جدة ليلة الأحد ظنا وأقام بها ثلاثة أيام وعاد لمكة ليلة أول شهر ربيع الأول.

وفي آخر هذا الشهر أو أوائل الذي يليه تغيظ نائب جدة على مغربي من عسكر المسلاتي يقال لعربدته فشنقه [فتغيظ] (١) بعض جماعته فتوجهوا لمكة فأرسل نائب جدة لباش مكة يشيعهم له فلما أصبحوا بمكة مسكوا فاطعموا وأرسلوا لجدة فتهددهم الأمير وعادوا لمراكبهم.

[أهل شهر ربيع الأول ليلة الخميس سنة اثنى عشر وتسعمائة]

عرفنا الله ببركته وبركة من ولد فيه في أوائل الشهر وصل مروس الخاتوني من عدن وهو للسيد بركات وأطلق له فنجل بفرضه الشريف فطلب البرددار المتكلم عن نائب جدة أخذ بعض ما معهم على عادته في الجلاب وتسليم الثمن الذي يعطيه العادة، فامتنع من ذلك السيد الشريف نور الدين علي بن بركات بن محمد ابن بركات ثم أجابهم للرقيق (٢) وسبعة عشر طنا فما رضيوا بذلك


= عدم تدخل شريف مكة في الضرب على أيديهم.
(١) وردت الكلمة في الأصل "فتغيط" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) الرقيق: الرق لغة بمعنى: الملك والعبودية، منحوتة من الاسترقاق، وهو نقيض العتق، جمعه أرقاء. والرقيق هو العبد أو المولى المملوك، سمي بذلك لأنه يرق لمالكه ويذل ويخضع له. وتعود ملامح الرقيق إلى أقدم العصور، غير أنه تطور معناه ليصبح نظاما معروفا في المجتمعات القديمة كاليونانية والرومانية والفارسية والهندية، ولقد نشأ هذا النظام نتيجة للمصادمات والحروب والغزوات الناشئة بين مختلف المجتمعات، واستمرت صوره إلى ما بعد الإسلام وحتى زمن قريب، إضافة إلى نوع آخر من الرق كان ينشأ عن عدم وفاء الديون. أمّا عند المسلمين فقد أكدت نصوص القرآن الكريم والأحاديث المروية عن النبي في أكثر من موضع على ضرورة -