للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل جمادى الآخرة ليلة السبت سنة ثمان عشر وتسعمائة]

فيها وصل من جدة لمكة الأمير الباش خير بك المعمار وهو متضعف.

وفي يوم الاثنين ثالث الشهر سافر مركبان من المراكب الهندية ثم عليهما الريح الأزيب (١) فردهما إلى أبحر بطريق الشام إلى جزيرة في البحر، وسافروا في ليلتهم بريح طيب.

وفي يوم الأربعاء خامس الشهر سافرت بقية المراكب كلها بريح طيب كتب الله سلامتهم.

وفي ليلة الجمعة سابع الشهر وصل لمكة قاضي عرب محمد الخوارزمي الشافعي بكجرات يريد الزيارة والسفر بحرا صحبة الأمير حسين، ووصل قاضي جدة جمال الدين محمد بن محب الدين بن عبد الحي، ومعه يحيى أخو صفي الدين ومعهما مبلغ ثلثمائة دينارا من الأمير حسين يريد التصدق بها على أهل الشعائر، والربط ففرقت فللخطيب عشرون، ولابن عمه عشرة، ولإمامي الحنفية عشرون، ولكل واحد من القضاة والأئمة الشافعية، والمالكية، والحنابلة عشرة عشرة، ولشيخ الكعبة عشرة،


= بين الصفويين والمماليك وهو يشير إلى سفارة صفوية إلى مصر حدثت في ربيع الأول من هذا العام (٩١٨ هـ) عندما حضر إلى بلاط السلطان الغوري قاصد الشاة إسماعيل "المتغلب على فارس والعراق" ويبدو أن عادة السلاطين كان تبادل الهدايا القيمة إذ يوضح ابن إياس قيمة الهدية آنذاك وهي (سبعة فهود، وخيول، وأباريق فضية، وطاسات ذهبية وزرديات، وأثواب مخملة، وسجاجيد رومية). انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢٦٥ - ٢٦٦. محمود رزق: موسوعة عصر سلاطين المماليك ٢/ ٢٤٥.
(١) وهي عبارة عن رياح محلية تتعرض لها مكة في فترتي الانقلابين الربيعي والخريفي، ولها انعكاسات على صحة الإنسان، وهي تشبه رياح الخماسين في مصر. انظر: رقية حسين: البيئة الطبيعية لمكة المكرمة، ص ٢٨٦.