للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له دواداره وغيره وهم في انتظار مجيئه وأمر الشريف بالمسير والله يقدر لهم ما فيه الخير وينصرهم على أعدائهم ويهلك أعدائهم ويقهرهم كما قهرنا (١).

وفي يوم الاثنين سلخ ربيع الآخر ماتت حفصة بنت الشهاب أحمد بن علي الفاكهي، وصلى عليها بعد العصر عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة عند سلفها [وخلفت] (٢) ذكرين وأربع بنات.

[أهل جمادي الأولى ليلة الثلاثاء سنة إحدى عشر وتسعمائة]

/ في ليلة الأحد سادس الشهر وصلت ورقة من جدة من الأمير شاهين إلى الباش بمكة ويذكر له أن الشريف عزم على التوجه لزبيد وما رأينا أن نتخلف عنه ففي صباحها أرسل للقضاة والأتراك إليه فحضروا، وقال لهم عن الورقة فاذعن الأتراك للمسير ففرقوا عليهم الجمال وكان اعطاهم لما سمع بهذه الحركة نفقة شهر وعليقة (٣) شهرين لمن له فرس، وأرسل خيمته إلى خارج مكة فضربت أمام سبيل شميلة، وأرسل حموله آخر الليل وبرز ثاني يوم بعد طلوع الشمس بعد أن دخل الكعبة ومعه جماعة لا


(١) يدل هذا الخبر الذي رواه المصنف أن بعض عرب الحجاز - وخاصة بنو إبراهيم وبنو زبيد - انتهزوا عدم استقرار الأوضاع السياسية في إمارة مكة المكرمة فخطفوا الخواجا شمس الدين محمد القاري من بيته بجدة في هذا العام (٩١١ هـ) ولم يطلقوه إلا بعد أن دفع مبلغا من المال، وهذا العمل بالطبع يخيف التجار ويعيق حركة النشاط الاقتصادي في مكة المكرمة. انظر هذه الأخبار في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٨٣.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "وخلف" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) يقصد المصنف بأن المماليك كانوا يمدون الحجاز بالحبوب. والعليقة طعام الحيوان من تبن وشعير ونحوه، يعرف أيضا باسم: علف، جمعه أعلاف، بائعه يعرف بالعلاف. انظر: ليلى عبد اللطيف أحمد: الإدارة في مصر في العصر العثماني، ص ٤٤٤. مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ٣٢٦.