للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أرباب الدولة (١).

[أهل شعبان المبارك ليلة الأربعاء سنة ٨٩٤.]

في أول هذه الليلة سافر قاضي القضاة الشافعي جمال الدين أبو السعود بن ظهيرة أجله الله إلى جدة ليباشر الأحكام بها، وجعل وادي مر على طريقه ليواجه السيد الشريف صاحب مكة وولده، وتوجه معه إلى جدة أولاده الذكور والإناث وسرايره، وأخوه الشهاب أحمد (٢) وعد نزوله من الغرائب، والله يعينه على ما هو بصدده.

وفي يوم الجمعة ثالث الشهر سمعنا بأن الشريف عنقاء بن وبير قاصد مكة، وصل إلى ينبع.

وفي يوم السبت رابع الشهر نودي بأن يخرج جميع العربان إلى عرفة بحلتهم لغزو آل جميل، وسمعت بأن الشريف اتّهم جماعة من العربان بممالأة آل جميل، منهم [الندويين] (٣) فنقّى (٤) عليهم، والله يلطف بالمسلمين، وفي توجههم لبلادهم أخذوا


(١) هذا يدل دلالة واضحة على حاجة السلطان لجمع الأموال لمواجهة الأخطار من حوله وخصوصا العثمانين.
(٢) هو: أحمد بن إبراهيم بن علي بن الكمال محمد بن أبي السعود محمد بن حسين الشهاب ابن عالم الحجاز ورئيسه. ولد سنة ٨٧٥ هـ وأمه نور الصباح الحبشية فتاة أبيه. السخاوي: الضوء اللامع ١٣/ ١٩٦.
(٣) وردت في الأصل "الندوبين" وفي (ب) "المندوبين" والتعديل عن العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٦٢.
بنو ندا: ويقال لهم الندويين، والنسبة إليهم ندوي: بطن من جميل من هذيل. البلادي: معجم قبائل الحجاز، ص ٥٢٧.
(٤) وردت في الأصل "فنق" والتعديل عن (ب) والعز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٦٢.