للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل محرم الحرام مستهل سنة تسعمائة وثلاثة عشر]

ليلة الجمعة أهلها الله علينا باليمن والبركة والسلامة.

في يوم الأحد ثالث الشهر وصل إلى مكة من مصر عبد الحق النويري.

[و] (١) في يوم الأثنين رابع الشهر توجه الأمير خير بك الكاشف إلى جدة والقاضي الشافعي وقبلهم أمير الأول.

وفي يوم الأربعاء سادس الشهر/ماتت الطفلة فاطمة بنت قاضي القضاة نور الدين علي بن أبي الليث بن الضياء الحنفي، وصلى عليها بعد العصر [عند] (٢) باب الكعبة ودفنت بالمعلاة عند سلفها، أمها سعادة بنت قاضي القضاة الجمالي أبي السعود ابن ظهيرة.

ثم عاد أمير الأول بعد أن أحدهما جعل له السيد بركات وهو وأربعة آلاف أكثر من ألف وجعل للأمير خير بك عشرة آلاف، وحسب ما وصل للشريف من عشور (٣) الهندي فكان عشرة آلاف، ثم وصل بعض مراكب كالكوتي قريب جدة وغيره وهو جالس بجدة يصرف للترك الجراية (٤).


(١) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "عن" وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٣) العشور: مفردها العشر، وهي ضريبة تفرضها الدولة على البضائع الواردة من بلاد أجنبية، وهو المقرر في الشرع. وفي مذهب الإمام الشافعي أن يزيد في المأخذ عن العشر، ولذا كان الأشراف يلتزمون بتعاليم الشرع في فرض هذه الضريبة. انظر: القلقشندي: صبح الأعشى ٣/ ٤٥٩.
(٤) نتيجة للأزمة الاقتصادية التي أصابت دولة المماليك الجراكسة في أواخر أيامها كان عمال الدولة المملوكية في الأقاليم وكبار القادة والأمراء يحصلون على رشاوي (إتاوات نقدية) من الأشراف، وهنا يشير المصنف إلى هذه الهبات والجرايات التي كانت تصرف لكبار الموظفين الترك من قبل الشريف بركات، ومن أرقام المبالغ نستدل على أنها كبيرة، حتى أن الشريف بركات كان يضطر إلى التصرف في بعض مخصصات اللاك الهندي ومكوس مراكب جدة.