للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل [في هذا] (١) الشهر اشترى سعيد بن عصفور بيتا عند باب أبي الخير بن الحجة وعمره فاختلف في جدر بينه وبين بعض جيرانه فشهد بعضهم بأنه له، وتوقف المعلم محمد كويز العسل عن الشهادة فتوقف الحال لكون الجدار يشهد للجار الآخر وقال شاهدان يكفيان فأهدى المغربي للأمير الباش هدية عبدا وشاشين وبيرمين فحضر بنفسه إلى البيت وجاء بكويز العسل فقال له ايش تقول، فقال له قد شهد معلم السلطان ومعلم مكة حوير الشمسي فأمر به إلى بيته فشفع فيه عنده فما قبل وضربه ضربا كثيرا وحبسه، ثم أطلقه وأرسله لبعض من شفع فيه.

وفي صبح يوم الأحد رابع عشري الشهر مات صاحبنا الشيخ شهاب الدين أحمد ابن صالح بن محمد بن أبي بكر المرشدي، وصلى عليه ضحى عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة تحت رجلي الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي رحمه الله تعالى، وخلف ذكرين وبنتا وأمهم بنت عمه، وكان مباركا ساكنا منعزلا.

[أهل جمادى الأولى ليلة الأحد سنة سبع عشرة وتسعمائة]

في يوم الاثنين تاسع الشهر ختم عليّ ولدي المحب أبو الفضل المدعو جار الله بن فهد يرزقه الله العلم والعمل/به كتاب بشرى اللبيب بذكرى الحبيب لابن سيد الناس (٢)


(١) وردت العبارة في الأصول "هذا في" وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٢) هو: محمد بن محمد بن محمد بن أحمد ابن سيد الناس، اليعمري الربعي (أبو الفتح) الشافعي المصري، ولد في القاهرة سنة ٦٧١ هـ وتوفي بها في ١١ شعبان سنة ٧٣٤ هـ كان محدثا، حافظا، ومؤرخا، من تصانيفه: "عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير" في مجلدين ثم اختصره وسماه: "نور العيون في تلخيص سيرة الأمين المأمون" و "بشرى اللبيب بذكرى الحبيب" - وهو المقصود بالمتن - و "تحصيل الإصابة في تفضيل الصحابة" وغيرها الكثير. انظر: البغدادي: إيضاح المكنون ١/ ٤٥٣. اليافعي: مرآة الجنان ٤/ ٢٩١. السبكي: طبقات الشافعية، -