للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلّ شهر جماد الآخر ليلة الثلاثاء ٩٠٩ هـ

في ليلة الأربعاء، ثاني الشهر، مات أحمد الطهيلي الفران معتلى الشمع، وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة، [وكان] (١) سقط عليه هدم، فأنكسر فخذه وبعض أعضائه، فمكث يومين فمات.

ويوم الخميس ثالثه، مات أحمد الشامي الفاخراني، وصلي عليه بعد الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة، وكان به الحب الأفرنجي فأدهن له فمات منه.

وفي صبح يوم الخميس المذكور، أراد بعض زبيد نهب بعض الرقيق الذين يستقون من الزاهر، فامتنعوا منهم، ومر عليهم وهم في ذلك مملوكان راكبان، فطردوا العرب، ومسكوا واحدا منهم، فسمع بعض زبيد الذين بمكة [فأوقفوا] (٢) المملوكين بالشبيكة، وأرادوا تخليص صاحبهم فحصل بينهم قتال، فسمع بعض الأتراك الذين بمكة أيضا ففزعوا لأصحابهم، وكان غالب المماليك مع الأمير في الموكب لم يسمعوا، فقتل الأتراك واحدا [من] (٣) زبيد وهرب الباقون بعد أن جرح منهم جماعة، ولما بلغ الأمير الخبر أرسل يهدد مالكا (٤)، وأمر مناديا ينادي: ألا يقيم أحدا من زبيد بمكة، ومن جلس إلى آخر النهار يعلق بذراعه، فخرجوا بقية نهارهم، فسمع بذلك زبيد [الذين] (٥) بجدة، فأرادوا نهب الرقيق، فتكلم عليهم حاكم جدة صواب فضربوه وأساءوا عليه، إلى أن هرب إلى الأمير شاهين، وأخبره بما وقع، فأرسل للشريف حميضة


(١) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "فوقفوا"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) وردت في الأصول "منهم"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) مالك بن رومي شيخ طائفة زبيد.
(٥) وردت في الأصول "الذي"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.