للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلّ جماد الأول ليلة السبت ٨٩٩ هـ

في هذا اليوم، أو الذي قبله، نادى منادي السيد الشريف صاحب مكة بأن جميع العرب المقيمين بمكة كأنه غير عرب الدار يتوجهون لبلدانهم (١) ومن أقام بمكة يشنق، وسبب ذلك إنه لما حصل الشدة في الغلاء، سألوا [الغرب] (٢) السيد الشريف في الفسح في بعضهم بعضا، ففسح لهم فصاروا يأخذون بعضهم بعضا، ثم توسعوا إلى أن صار غالبهم بمكة وصاروا إذا رأوا أحدا إشترى شيئا أو حصله وخرج به لبلاده، أو لأصحابه تبعه الآخرون ونهبوه، سواءا إن كان بقرب مكة، أو بعيدا منها، وأعطوا ابن قنيد الثلث فحصل التخوف على الناس، فسمع صاحب مكة بذلك فأرسل يأمرهم بأن يخرجوا لبلدانهم، وأخرجوا واستراح الناس منهم ومن [فقرائهم] (٣) [لإلحاحهم] (٤) في السؤال وعدم قناعتهم وصياحهم الجوع، وظهر كذب كثير منهم بأن يرى معهم الخير بالأرغفة أو أعطاه في الحال ذلك من جماعة متعاقبين، فيأكل ويصيح على حاله، والله يلطف بنا وبهم وبجميع المسلمين.

وفي ليلة الأحد، ثاني الشهر، مات عبد الرؤوف بن برهان بن الشيخ عبد الكبير الحضرمي، وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالشبيكة.


(١) إن بقاء الحجاج بعد الحج في مكة سنة ٨٩٨ هـ كان سببا في ارتفاع الأسعار مع قلة الأمطار في تلك الفترة، وهذا مما أدى إلى كثرة السرقات والنهب والإخلال بحبل الأمن وتفشى الأمراض بين الناس، مما دفع الشريف إلى الإعلان بترحيلهم، ومن بقى سوف يشنق.
(٢) ما بين حاصرتن لم ترد في الأصول، وما أثبتناه من العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٧٦ لسياق المعنى.
(٣) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه من العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٧٦ لسياق المعنى.
(٤) وردت في الأصول "الحاحهم" وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٧٦ لسياق المعنى.