كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل جماد الأول ليلة السبت ٨٩٩ هـ - ج: 2 - ص: 824

وفي عصر يوم الأربعاء، خامس الشهر، وصل قاصد صاحب مكة وهو محمد بن سعد الدوادار بحرا إلى ينبع أو الأزلم ومنها إلى مكة برا، ووصل معه أوراق للناس ومراسيم ومنها مرسوم أو كتاب بحفظ إبراهيم (١) بن سالم مباشر الأمير الأتابك أزبك وإرساله إلى القاهرة، فأنذر وتسحب، وفرغ أشياله بعد المغرب، فلما جاءوا لقضيته قبل العشاء لم يجدوه هو وأمه وأخته وبقيوا بالبيت إلى الصباح والناس يزيدون وينقصون كالعادة، أمور يضحك السفهاء منها، ويخشى من عواقبها اللبيب.

وجاء الخبر بوفاة منهم صاحب حلب وصفد (٢) /والجمال يوسف (٣) بن تغري بردي تلميذ شيخنا ابن حجر (٤) ونزول ابن السلطان إلى المدينة وإنفاقه على المماليك خمسين خمسين والقرانيص (٥) ثلاثين ثلاثين، وتزيين البلد لذلك، ووصول قاصد صاحب الروم، وغضب الأتابك على سالم وأولاده، وتعين لإمرة جدة بردبك الذي كان في

---

(١) ابراهيم بن سالم العبادي ثم القاهرى الأزبكى شقيق احمد ومجد. السخاوى: الضوء اللامع ١/ ٥١.
(٢) صفد: مدينة في جبال لبنان المطلة على حمص بالشام. ياقوت الحموى: معجم البلدان ٣/ ٤١٢.
(٣) يوسف بن تغرى بردى الجمال أبو المحاسن بن الأتابكى بالديار المصرية، ولد في شوال سنة ٨١٣ هـ، مات والده وهو صغير فنشأ في حجر أخته، وحفظ القران ومات في سنة ٨٩٩ هـ. السخاوى: الضوء اللامع ١٠/ ٣٠٥.
(٤) أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن احمد الشهاب أبو الفضل الكناني العسقلانى المصري ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن حجر. ولد في ثاني عشرى شعبان سنة ٧٧٣ هـ بمصر ونشأ بها وتوفى في سنة ٨٥٢ هـ. السيوطى: نظم العقيان، ص ٤٥. ابن العماد: شذرات الذهب ٧/ ٢٧٠. أبو زيد: طبقات النسابين، ص ٢١٨.
(٥) القرانصه: لقب اطلقه المؤرخون على المماليك القدامى في العصر المملوكي. محمد احمد دهمان: معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، ص ١٢٢.