كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل ربيع الآخر ليلة الجمعة ٨٩٦ هـ - ج: 2 - ص: 668

أهلّ ربيع الآخر ليلة الجمعة ٨٩٦ هـ

في ليلة السبت، ثاني الشهر، عقد المحيوي عبد القادر (١) قاضي القضاة نور الدين علي بن أبي اليمن، على قريبته ست الجميع بنت الخطيب فخر الدين أبي بكر النويري بالمسجد الحرام، وكان العاقد له قاضي القضاة الشافعي ناظر المسجد الحرام جمال الدين أبو السعود، وحضر القضاة والفقهاء، والباش، والمحتسب، والترك، والتجار، وكان الجمع حافلا وافرا.

وفي هذه الليلة، كان الشروع في مقدمات زواج الزيني عبد المعطي (٢) بن القاضي فخر الدين، على بنت ابن عمه السيدة كمالية بنت قاضي الشافعية الجمالي المذكور، عامله الله بلطفه وأتم ذلك في خير على خير، فجعلت زفة مستحسنة، وكمل المهر المعجل (٣) من بيت أبي العريس القاضي فخر الدين أبي بكر بن ظهيرة، عم القاضي

---

(١) عبد القادر بن علي بن محمد أبي اليمن بن محمد النويري المكي المالكي هو وأبوه الشافعي جده، سبط السراج عمر الشيي شيخ الحجبة ويعرف كأبيه بابن أبي اليمن، ولد في صفر سنة ٨٦٨ هـ بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن، وتزوج قريبته ابنة الخطيب أبي بكر بن أبي الفضل النويري واستولدها. السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٢٧٩.
(٢) عبد المعطي بن أبي بكر بن علي بن أبي البركات أبو الفضل بن الفخر بن ظهيرة، القرشي المكي ابن اخي البرهان. ولد في ليلة الأربعاء ثالث عشر ربيع الأول سنة ٨٧٤ هـ في مكة ونشأ بها فحفظ القرآن، زار المدينة، وكان يتميز بالفهم والعقل والسكون. السخاوي: الضوء اللامع ٥/ ٧٩.
(٣) المهر المعجل: هو المهر المقدم الذي يعطى للعروس أو وليها إذا تم عقد النكاح، والمهر المؤجل هو الذي يؤجل جزء منه بعد عقد النكاح أو يبقى في ذمة الزوج إلا إذا وقع خلاف بين الزوجين فيسلم للزوجة حال الطلاق أو الوفاة. ويجوز أن يكون الصداق معجلا ومؤجلا وبعضه معجلا وبعضه مؤجلا لانه عوض في معاوضة فجاز ذلك فيه. النووي: كتاب -