وفي ثاني يوم ابتدأ عليّ في قراءة مسند الدارمي بالمسجد الحرام الشيخ شهاب الدين الحلبي المذكور.
وفي اليوم يوم الأحد، والأحد الماضي وصل لجدة مركبان من كنباية أحدهما للخواجا شمس الدين القاري، والثاني للخواجا شمس الدين بن عباد الله الرومي ووصل معهما في هذا اليوم أربعة من اليمن، ومن زيلع، واثنان من الطور.
وفي ليلة السبت سادس عشري الشهر مات بهاء الدين العجمي الدلال، وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة، وخلف ولدين ذكرين، وكان في أول أمره سلبيا.
[أهل ربيع الأول في ليلة الخميس سنة سبع عشرة وتسعمائة]
عرفنا الله ببركته وبركة من ولد فيه سيدنا رسول الله ﷺ.
وفي يوم الخميس المذكور كان عقد المحيوي عبد القادر (١) بن قاضي القضاة جلال الدين أبي السعادات بن قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن قاضي القضاة محيى الدين عبد القادر بن أبي القاسم بن الشيخ أبي العباس بن عبد المعطي الأنصاري المالكي، على ابنتي المصونه ست قريش بحوش بيتنا، والعاقد قاضي القضاة الشافعي
(١) هو: محيى الدين أبو المفاخر عبد القادر ابن قاضي القضاة الجلالي أبي السعادات الأنصاري المالكي. توفي في عشاء ليلة الجمعة سابع شهر ربيع الأول سنة ٩٢٧ هـ بعد توعكه زمانا طويلا بالحمى والسعلة والإسهال، وكان غائبا في عام ٩٢٦ هـ بالديار المصرية فوصل مع الركب بمكة وهو مريض، ومكث بها ثلاثة أشهر ثم توفي، وتأسف الناس على وفاته لما كان مشتملا عليه من المحاسن الكثيرة والفضائل الشهيرة، فجهز في ليلته وصلى عليه والده بعد صلاة الصبح أمام باب الكعبة بعد أن نادى له الريس بألقاب حسنة، ودفن على قبر جدته بالمعلاة بالشعب الأقصى. انظر: جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ١٦٣.