للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الإثنين، الثلاثين من الشهر، قدم كل من أميري الحاج (١) والباش (٢) بمكة، وطاف وسعى، وعاد إلى الزاهر، فأمير الحاج أمير مجلس أصطمر (٣) وأمير الأول سيدي محمد (٤) بن علي بن خاص بك والباش بمكة.

فلما كان في الصباح، خرج للقائهم السيد الشريف الزيني بركات وعسكره، فألبسه كل من أمير الحاج وأمير المحمل خلعة خلعة، ودخلوا مكة جميعا/.

أهلّ شهر ذي الحجة ليلة الثلاثاء ٩٠٧ هـ

في يوم الأربعاء، ثاني الشهر أخذ جازان ومن معه من زبيد وصاحب ينبع وبني إبراهيم جميع حجاج الشاميين (٥)، ولم يسلم إلا بعض جمال ورجال وجمال أهل المدينة والحجاز، برفق ثلاثين أشرفيا، وكان بينهما قتل كثير من الفريقين، وترك رجال


(١) أميري الحاج: هما أمير حاج الركب الأول، وأمير حاج المحمل. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٤٩.
(٢) والباش: هو قانصوه الجوشن. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١١٢.
(٣) اصطمر بن ولي الدين، أمير مجلس، وعين أمير ركب المحمل سنة ٩٠٧ هـ. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢٨. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٤٩.
(٤) الناصري محمد بن العلائي علي بن خاص بك، عين أمير الركب الأول سنة ٩٠٧ هـ. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢٨. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٤٩.
(٥) ولما لم يحصل للسيد جازان وجماعته من أميري الحاج غرضهم، ووصلهم الحاج الشاميون طلبوا منهم مالا كثيرا، فامتنعوا من إعطائهم، فتقاتلوا وإياهم قتالا كثيرا، فقتل جماعة من الفريقين، ونهبوا الحاج جميعه إلا قليلا سلمهم الله تعالى. ومن لم يقتل قصد مكة، فمات كثير منهم عطشا وتعبا، ولم يسلم إلا القليل، ولم يسمع بأبشع من هذه الحادثة - والله قادر على أن ينتقم منهم، وقد فعل، ولله الحمد، فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٢٣.