للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل شوال ليلة الاثنين سنة ٨٩٣.]

في ليلة الثلاثاء ثاني الشهر ماتت بنت لعبد الله بن عمر الشيبي صغيرة وصلي عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفنت من يومها بالمعلاة عند سلفها.

وفي ليلة الثلاثاء أيضا قتل شخص مخالف لأهل المسفلة، يقال له: عبد الله، قتله شخص منهم ولد ابن متعب، وسببه أن المقتول كان سكرانا وطلب من القاتل أن يرادده بالجنبية (١) فامتنع منه، ثم إنه رادده فوقعت من القاتل ضربة من غير عمد فقتله في الحال، وصلي عليه بعد صلاة الصبح ودفن بالمعلاة ظنا، وهرب القاتل ويقال إنه ضعيف عن القتل وغيره، ولكن المقدر كائن.

وفي ليلة الأربعاء رابع الشهر وصل السيد الشريف جمال الدين محمد بن بركات إلى مكة المشرفة وتوجه هو والقاضي الشافعي جمال الدين أبو السعود بن ظهيرة والزيني عبد الباسط بن ظهيرة إلى الزّيمة (٢) وغيرها من بلاد نخلة، وعادوا عن يوم أو يومين إلى وادي مرّ (٣)، وفارقهم السيد الشريف من الخيف وتوجه القاضي الشافعي وابن عمه الزيني إلى أرض خالد وإلى الهدة، وعادوا ليلة الثلاثاء تاسع الشهر إلى مكة المشرفة.


(١) يرادده أي يبارزه، والجنبية نوع من السلاح الأبيض معروف حتى اليوم.
(٢) قال ياقوت هي "قرية بوادي نخلة من أرض مكة"، عين عذبة الماء بوادي نخلة اليمانية وفيها إمارة تابعة لمكة المكرمة وتشتهر بجودة الموز، يمر بها طريق مكة الطائف (طريق السيل) على بعد ٤٥ كم منها. ياقوت: معجم البلدان ٣/ ١٦٥، البلادي: معجم معالم الحجاز ٤/ ١٥٠.
(٣) العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٥٦.