للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

توعك كثير بالناس بمكة، وجدة، والوادي، ومنى، وفي العربان، ومات كثير من ذلك ودخل الشهر الثاني وهو يتزايد وأظن الخماسين (١) دخلت في آخر الشهر.

[أهل ذو القعدة ليلة الأحد سنة ٩١٠ هـ]

واستمر الوجع بالناس ومات منه الأمير مختص الساقي ووجعه نحو جمعة وكان ذلك في ليلة الأربعاء رابع الشهر وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة قريبا من تربة الأمير الكبير [تنبك] (٢)، وختم الأمير الباش بختم القضاة الثلاثة حواصله، وبيته في الليل ثم ضبطوا ذلك بالنهار ولم يجدوا معه إلا دون المائتي دينار وحولوا جميع حوائجه إلى حاصل بالوكالة السلطانية، وأخذ الباش عنده فرسه إلى أن يجيء أمير الحاج. وجاء الخبر من جدة قبل هذا أن ثلاثة من بني إبراهيم منهم بن خلف الله وصلوا للشريف بركات أو لأخيه وما تحققنا مجيئهم، وجاء أيضا أن الواصل لجدة من المراكب خمسة اثنان من كنبايه وثلاثة من كاليكوت، ويقال وآخر من دابول والله أعلم ويحقق الله للمسلمين ما فيه الخير.


(١) يقصد بالخماسين: أي رياح الخماسين وهي تهب في الربيع، وهي رياح حارة جافة تهب يومين أو ثلاثة ثم تهدأ مدة خمسين يوما وتحمل معها الرمال والأتربة. انظر: أدهم مصطفى: الأطلس التطبيقي للبلاد العربية، ص ٩١.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "تفبك" والتعديل من (ب) وهو الصواب. وهو الأمير تاني بك الجمالي الظاهري، أصله من مماليك الظاهر "جقمق" وقد برز في عهد الناصر محمد بن قايتباي فكان نظام الملك وأمير سلاح، وأختير أميرا لركب المحمل عام ٩٠٣ هـ. وعندما تسلطن قانصوه الغوري نفاه إلى مكة فسافر صحبة الحاج في شوال عام ٩٠٦ هـ. وظل هناك زمنا حتى مات عام ٩٠٨ هـ. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٤٢، رقم الترجمة ١٧٥. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٦، ٧، ٤٨.