للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال: أن السلطان أرسل في مائتي مملوك ليكونوا باشا بمكة بدل من بها، وأن الشام تولاها أخر خير بك البرج نائبها كان (١). وأن أمير الحاج قرموط (٢). وأن أبا بكر الرئيس أنعم له كاتب السر بن أجا بقضاء الحنابلة بمكة جائزة له على قصيدة عملها فيه نحو ثمانين يوما، ولم يذكر خير الدين بن أبي السعود (٣). ثم سمعنا بعد ذلك عن التجريدة غير هذا وأنها ثمانمائة، وفي خبر أخر أنها ألفان. وأن معهم بن بقر (٤) باهله وعسكره وأنه ينزل إلى ينبع إلى أن تصلح البلاد والله أعلم. وظهر في آخر هذا الشهر


(١) شاع في شهر جمادى الأولى من هذا العام (٩١٠ هـ) بالشام أن السلطان الغوري عزل نائب حلب سيباي وطلبه إلى مصر ليكون أمير مجلس عوض سودون العجمي الذي عين لنيابة الشام، وأن نائب حلب هو خير بك حاجب الحجاب بمصر، وعند ما علم سيباي بذلك شاع عصيانه وأنه لم يسلم حلب للمتسلم المذكور، حتى أنه حاصر قلعة دمشق في يوم الأحد ثالث عشري جمادى الآخرة فوجل أهل دمشق ووقف حالهم، حتى ورد مرسوم شريف من السلطان الغوري بعزل المتسلم الجديد (خير بك) وأن يرجع إلى مصر، وشاع تولية سيباي المنفصل بكفالة نواب السلطان لدمشق وطرابلس وعسكر السلطان بمصر، ودقت البشائر بذلك بدمشق. انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان، ص ٢٢٩. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٧٠. عادل عبد الحافظ حمزة: نيابة حلب في عصر سلاطين المماليك ١/ ٢٦٣.
(٢) هو الأمير دولات باي قرموط أحد الأمراء المقدمين، كان أصله من مماليك الأشرف قايتباي، يتصف بالشجاعة، تولى من الوظائف ولاية القاهرة ثم بقي مقدم ألف، توفي في يوم الثلاثاء تاسع شهر ربيع الأول من عام ٩١٨ هـ ونزل السلطان الغوري وصلى عليه، وكان له جنازة حافلة. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢٦١.
(٣) يشير المصنف إلى أن بعض الوظائف الهامة في مكة كان يتولاها من لا يستحقها، وكان التعين يتم بسبب شخصي، ومن المضحكات أن يعين رجلا قاضي بقصيدة كتبها في مدح كاتب السر، وربما كان لا يجيد الفتوى.
(٤) وهو شيخ العرب أحمد بن بقر شيخ الشرقية، وكان لأبناء بن بقر (عبد الدائم، وبيبرس) ثورات ضد السلاطين المماليك للاستيلاء على ما بيدهم من نفوذ. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢٤٩، ٥/ ١٩٤، ٢٩٨.