للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هناك فاتفقا بالوادي وسلما عليه وتكلموا في ذلك فلم يحصل بينهم اتفاق فإن يحيى وجماعته ما يريدون إلا حميضة، والأميران (١) يريدان امتثال ما في المراسيم من ولاية بركات وقايتباي فلم يحصل بينهما اتفاق عاد الباش إلى مكة، والأمير شاهين إلى جدة محل ولايته، وكل منهما مغضب وكان توجههما من الوادي آخر يوم الثلاثاء سادس [عشري] (٢) الشهر.

وفي يوم الخميس سابع عشري الشهر حصل للباش تغيظ من بعض الأتراك فخرج من مكة إلى جهة جدة بنية السفر إلى القاهرة [فلحقه] (٣) بعض الأتراك ودخلوا عليه فمتنع ثم آخرون فعاد معهم إلى سبيل شميلة فتوجه له القاضيان والخطيب يوم الجمعة فسلما عليه ولاطفاه/إلى أن عاد معهم فأوصلوه لبيته وذلك [قبل] (٤) صلاة الجمعة.

[أهل شهر صفر ليلة الأحد سنة ٩١٠]

في مغرب ليلة الأحد مستهل الشهر ماتت عائشة بنت الحلبي الشهيرة بالحلبية، وصلى عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة، وكان بها حب الأفرنجي. وختم بيتها (٥) وضبط ما فيه وما ماتت عن وصية (٦) مع أنها ليس لها وارث


(١) يقصد بهم: الأمير الباش (بكباي) باش العسكر المرابط بمكة، والأمير شاهين الجمالي نائب جدة.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "عشر" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "فلحق" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) ما بين حاصرتين سقط من الأصل، ولا يتم المعنى إلا بها، بينما هي مثبتة في النسخة (ب).
(٥) من المظاهر الاجتماعية أن الذي يتوفى وليس له وارث أو أهل يتم ختم منزله حتى لا يسرق منه شيء، وحتى تتم مراسم الجنازة ثم تقسم التركة.
(٦) الوصية في حقيقتها سلخ نسبة معينة من المال عن الورثة وإعطاء حق التصرف بها للميت بشرط أن يكون عاقلا مميزا، ويجوز للميت أن يجعل أمر تنفيذ الوصية إلى أحد أقاربه، كما يجوز له أن