للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم السبت تاسع عشري الشهر طلع لرؤية (١) الهلال قاضي المسلمين جمال الدين أبو السعود بن ظهيرة نيابة عن والده شيخ الإسلام قاضي القضاة برهان الدين بن ظهيرة عافاه الله وشفاه لضعفه آمين.

[أهل ذو القعدة الحرام ليلة الأحد سنة ٨٩١.]

في يوم الثلاثاء ثالث الشهر ولدت مريم ست الكل بنت الجمال محمد بن عمر الرضي أمها سعادة بنت القاضي غياث الدين أبي الليث بن الضياء الحنفي.

وفي ليلة الجمعة سادس الشهر مات شيخ الإسلام وحجة الأنام عين الأعيان بل واحد الزمان من بموته [ذهلت] (٢) العقول وشاب الولدان، قاضي القضاة برهان [الدين] (٣) إبراهيم بن علي بن ظهيرة القرشي المكي الشافعي تغمده الله بالرحمة والرضوان وأسكنه أعالي الجنان، وصلى عليه ولده قاضي المسلمين أبو السعود جمال الدين، بعد صلاة الصبح عند الحجر الأسود على عادة بني مخزوم، بعد أن نادى الريس عبد الله على قبة زمزم بالصلاة على الميت، ووصفه بالخير (٤) شيخ الإسلام قاضي القضاة، خطيب الخطباء، وناظر المسجد الحرام، أبي الفقراء، والضعفاء، والأيتام، شيخ الشيوخ، فبكى المسلمون عند ذلك وحملت جنازته على الرؤوس ولم يصل إلى حملها كل أحد وشيعه غالب الموجودين بمكة، وحضر لذلك صديقه السيد الشريف جمال


(١) وردت في الأصل "رؤية". والتعديل هو الصواب عن (ب).
(٢) وردت في الأصول "ذهل" والتعديل هو الصواب.
(٣) ما بين حاصرتين إضافة يستقيم بها سياق المعنى.
(٤) وردت كذا في الأصول وقد يكون المراد بها لفظة "الحبر" التي هي أكثر مناسبة.