القضاة وأهل الدولة مال، وقيل أن جعل [على] أهل مكة ثلاثمائة ألف دينار (١)، فمنع الدوادار ذلك، وقال: يكفي أهل دولهم، والله أعلم بحقيقة الحال.
وفي أول هذا اليوم، أو آخر الليلة قبلها، مات نائب جدة القاضي كريم الدين عبد الكريم بن عبد الله المقسمي بجدة، وحمل إلى مكة، ولم يصلوا به إلى المعلاة إلا في ثاني ليلة الثلاثاء، ودفن بالشعب الأقصى، قيل على ولد له، ولم يحضر ذلك أحد من الرؤساء، فإنهم طلعوا بعد العصر إلى المعلاة وجلسوا بها إلى العشاء، فلم يجيء فعادوا، ﵀ وإيانا وأرضى عنه خصمائه.
أهلّ ربيع الأول ليلة الجمعة ٩٠٦ هـ
في ليلة الثلاثاء، ثاني عشر الشهر، كانت الزفة المباركة لتوجه ناظر المسجد الحرام قاضي القضاة الجمالي أبي السعود بن ظهيرة الشافعي، ومعه القاضيان الحنفي النويري بن الضياء، والمالكي النجمي ابن يعقوب، والباش قانصوه الجوشن، والفقهاء، والمماليك، والخلق الكثير على العادة.
وفي صبيحتها، الزفة الصغيرة لزيارة المواليد وكبيرها القاضي الشهابي أحمد بن المرحوم البرهاني، ثم المولد ببيت الناظر القاضي المذكور، وعمل سماط، وحضر الناس كلهم إلا القليل، وكان السيد الشريف الزيني بركات وأخوه السيد هزاع بمكة، وزار المولد الشريف، ثم توجها إلى جهة اليمن.
(١) إن هذه المصادرات حدثت في عهد الأشرف جان بلاط بسبب نفقة البيعة، بعد أن أشار المماليك إلى الأشرف جانبلاط بذلك، فلما رأى منهم الجد أخذ في أسباب جمع الأموال، فأطلق في الناس ناد المصادرة. ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ٤٤٢.