للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الأربعاء ثالث عشر الشهر، مات القاضي محب الدين أحمد (١) بن عبد الحي بن ظهيرة القرشي المكي بجدة، وحمل إلى مكة، فوصل به إليها صلاة صبح يوم الخميس ثانيه، وجهز وصلى عليه على [عادة] (٢) سلفه، عند الحجر الأسود قريبه قاضي القضاة الشافعي، مستنيبه بجدة الجمالي أبو السعود بن ظهيرة الشافعي، ودفن بالمعلاة على أبيه، وشيعه خلق كثير، وأثنى الناس عليه خيرا، وقرأت له الربعة بالمسجد والمعلاة.

وفي يوم السبت، سادس عشر الشهر، قطع الوالي طوغان مملوك السيد محمد بن بركات أربعة من القواسة، قطع أيمانهم، وكان مسكهم ابن قنيد بالأمس وحبسهم، ثم أمر بنفيهم، ويقال: إن ذلك بسبب أخي الشريف أرسل لهم وهو عند أخواله زبيد، يريد يصرف عليهم ليكونوا بخدمتهم، والله أعلم بذلك.

وفي ظهر يوم الأحد، سابع عشر الشهر، مات السيد معين الدين محمد بن السيد صفي الدين بن السيد نور الدين الأيجي، بعد أن غسل وتوضأ، وغير عليه وصلى ولم يصل، أو وهو في أثناء ذلك بالإيماء، وأوصى بدفنه عند الفضيل وأن لا يعمل له ربعة ولا خيمة، فامتنعت عليه أخته السيدة من الدفن إلا عند أهله، وصلى عليه القاضي الشافعي عند الحجر الأسود بعد العصر، ودفن بجانب عمه عفيف الدين، وتحت


(١) أحمد بن عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة محب الدين القرشي الشافعي قاضي جدة، ولد في رجب سنة ٨٣٣ هـ ونشأ فحفظ القرآن وغيره. ودخل مصر غير مرة، وكذا دخل دمشق وحلب وطرابلس وغيرها، وزار بيت المقدس والخليل، وناب في قضاء جدة وخطابتها. وحمدت سيرته لمزيد تواضعه ورفقه ولينه، مات في يوم الأربعاء ثالث عشرة ربيع الأول سنة ٩٠٦ هـ، ودفن بالمعلاة. السخاوي: الضوء اللامع ١/ ٣٢٢.
(٢) وردت في الأصول "العادة"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.