وفي عصر الأحد عملنا لها تهليلة لم ندع إلا الفقراء وجعلت لهم ثريدا ومعارفنا، فجاء بعض الرؤساء من غير مناداة لهم منهم بالمعلاة قاضي القضاة المالكي وولده، وحكى لنا أن السيدة أم الخير بنت القاضي جمال الدين محمد بن نجم الدين بن ظهيرة رأت في المنام والدتها السيدة الجليلة زينب بنت علي بن أبي البركات بن ظهيرة وقالت لها رويء كمالية بنت أبي بكر بن فهد فإنها منا وإلينا، وأظنه في غير هذا الوجع تسأل عن ليلة الجمعة من قبل ذلك بنحو ثلاث جمع فإنه قيل لها ورأت في المنام أنها تموت في ليلة مباركة وتكون جنازتها عظيمة، فكان الأمر كذلك رحمها الله وعوضها الله وإيانا خيرا وخلفها فينا وفي ذريتها بخير، والأمر لله ما شاء فعل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا وعوضنا خيرا منها.
وفي يوم الجمعة حادي عشر الشهر توجه الأمير الباش إلى الحجاز.
وفي/عصر يوم الخميس سابع عشري الشهر ماتت فاطمة بنت الشيخ عفيف الدين عبد الله بن عمر الشيبي المكي، زوج ابن عمها في جنازتها الفخري أبي بكر ابن الشيخ محمد الشيبي، وصلى عليها صبح يوم الجمعة عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة عند سلفها، وكان الجمع في جنازتها حافلا، وهي شهيدة فإنها والد ولد لها في هذا الشهر بنتا من ابن عمها المذكور.
[أهل رجب ليلة الأحد سنة ثمان عشر وتسعمائة]
في ليلة الاثنين ثاني الشهر وصل القاضي الشافعي من الوادي، وكان توجه إليه من جدة وجلس به أياما.