للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الأربعاء رابع الشهر مات الخواجا زين الدين بن الجمال الحلبي المعظم أخوه قاسم وهو معظم عند كاتب السر بالقاهرة لذا جاء، ويقال: له سماط وإحساس ويقال: عن زين الدين أنه كان دلالا ببلده حلب، وهو الآن في [تركته] (١) دراهم أخيه وصلى عليه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة خلف تربة ابن الزمن بالمعلاة، وشيعه جماعة كثير من الغرباء وإيانا، ويقال: أنه خلف ذكرين غائبين وبنتا بمكة وزوجة حاملا.

وفي صبح يوم الجمعة سادس الشهر دخل السيد بركات بن محمد بن حسن بن عجلان مكة من جهة الشرق، ومعه أهله وعسكره وحمى ناحية عرفة وبعض أماكن، ثم خرج في نهاره إلى ناحية جرى (٢)، ثم عاد لمكة في صبح الاثنين تاسع الشهر (٣).

وفي ثانيه رجع الباش من الحجاز هو والحنبلي ولم يدخل مكة بل جلس بنعمان وطلب الشريف من التجار قرضا قالوا يطلب خمسة عشر ألفا، وسمعنا أن محمد (٤) بن


(١) وردت الكلمة في الأصل "تركة" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "جرى" والتعديل من غاية المرام ٣/ ٢٤٨. والمقصود به جبل حراء، ففي معجم البلدان، لياقوت الحموي ٢/ ٢٢٣ "قال بعضهم: وللناس فيه ثلاث لغات، يفتحون حاءه وهي مكسورة، ويقصرون ألفه وهي ممدودة، ويميلونها وهي لا تسوغ فيها الإمالة".
(٣) انظر هذا الخبر في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢٤٨.
(٤) وهو الجمالي محمد بن راجح بن شميلة الحفيصي، ولقد ولاه الشريف بركات وزارة جدة في عام ٩٢٣ هـ، فأثرى ثراء فاحشا من هذه الوظيفة، ووصف باحتكاره للسلع الضرورية والمتاجرة بها وتضجر أهل مكة منه، لأن أسعار السلع الغذائية ارتفعت بسبب احتكاره للسلع. توفي عام ٩٢٥ هـ وفرح الناس بموته، وأنشد بعض الشعراء فيه قائلا:
هلك الكلب فجأة … أيها الناس كبرو
واشعلا قبره لظى … يا نكير ومنكر
-